كثيراً ما نسمع ونرى أن هناك مَنْ يخسر متعة وقته، ويُجهد عقله في التفكير اللا محدود في قضية ما، ويعطيها جل وقته من خلال التفكير فيها، لكننا في آخر المطاف نجده يتجرع طعم الهزيمة، لأن تلك القضية التي كان يخسر كل وقتها فيها، هي قضية عامة، والجميع سيشاركه النجاج، ولن يكون له وحده، لذا سيكون على الأغلب من الخاسرين. وهناك مَنْ يستنفد جميع مشاعره مقابل نظرة لا تأتي، لكنها قد تصل إليه في زمن آخر، ووقت آخر مكللة بجميع المشاعر الصادقة، حينها سيكون من الخاسرين. وهناك مَنْ سيصرخ في كل الاتجاهات من أجل أنفاس بلا اختناق، حينها سيجد نفسه في صمت يخيِّم على أرجاء المكان، وذلك عند امتلاكه تلك الأنفاس التي اختنقت بهموم الأمس، وسيكون حينها أيضاً من الخاسرين. هناك مَنْ سيبحث في الماضي، وفي لحظة وجود المبتغى، وفي ساعات عودته إلى الحاضر سيبقى في العزلة، ويتيقن حينها أن بقاءه وحده أصعب من البحث في الماضي، الماضي الذي أخذ معه كل شيء ولا يمكنه أن يعود. عليك أيها الإنسان أن تعيش الحياة، ولا تبحث عن مبتغاك في الماضي، لأنك ستكون من الخاسرين، فالوحدة لا تعني جلوسك بمفردك، بل هي عدم استطاعتك النظر إلى نفسك في المرآة. الوحدة أن تكون في موقع أجمل من لمعة الألماس، وتدير ظهرك لأحبتك والناس القريبين منك. الوحدة غالباً ما تكون نوعاً من الالتزام بوعود قطعناها على أنفسنا وسريعاً ما ننساها، لذا حينها سنشعر بأننا خسرنا مَنْ قطعنا لهم الوعود التي نسيناها. ومن الوحدة تستطيع أن تقتل كل مَنْ تحب بنظرة، أو بكلمة. إن الشخص الرحيم هو مَنْ يستطيع التخلص من الأشخاص، الذين قتلوا مَنْ يحب. وفي الختام أقول: ليس كل مَنْ يُقتل سيموت، بل ربما سيتناول القهوه في أحد أركان هذا العالم مع بعض الخاسرين.