ترددت في الآونة الأخيرة سواء بشكل رسمي أو بشكل توقعات، مسألة اندماج أندية عديدة في مختلف مناطق المملكة، وبالطبع مسألة بهذا الحجم لا بد أن يتم التأني في اتخاذ قرارها بشكل دقيق للغاية، فجميعنا لا يخفى عليه ما يمر به العالم بأسره من أحداث ومشكلات يهدف من يقف خلفها لنصب الفخاخ لشبابنا، الذي لا يجد متنفساً أكبر وأفضل من قطاع الرياضة، هذا القطاع الذي يشكل حماية كبيرة لشبابنا. وأعتقد كما يعتقد غيري الملايين أن الرياضة هي في الواقع للجميع، وأن التنافس الحاصل بين الأندية لم يتوقف في هذا الإطار وإنما امتد لأهل القريتين والمنطقتين، بل وحتى على مستوى الأحياء، وليس من المنطقي أن يتم دمج أهالي هذا الحي مع ذاك، لأن النتائج الأولى لمثل هذه العملية سيكون سبباً في تقلص وجود المواهب التي لن تتمكن من الدخول في منافسات. ونتيجة التنافس الحاصل انعكس على المنتخبات وإظهار المواهب، وعلى سبيل المثال كلنا يعرف التنافس الحاصل فيما بين أندية محافظة القطيف، وهذا التنافس لم ينحصر على مستوى الألعاب واللاعبين بل ذهب لأبعد من هذا ووصل للتنافس بين الجماهير، وباتت السمة الواضحة لهذه الأندية هي تنافس جماهيرها كما هي الحال في التنافس بين اللاعبين، فهل ننتظر أن نرى جمهور نادي مضر ينسى انتماءه لناديه وتصبح جماهيره وجماهير نادي النور مثلاً جمهورا واحدا والحال ينطبق على جمهور الترجي والصفا وغيرهما. أتمنى أن يعاد النظر في مثل هذه الخطوة إن كانت تتجه للتنفيذ، وأعتقد أن الكثيرين يتمنون أن تخفض ميزانيات الإعانة على أن يتم إلغاء الكيان ودمجه مع ناد آخر، وحتى إن اتجهت المسألة لتخفيض الإعانات فهي ستكون قاسية على الأندية، وعبئا كبيرا على إدارات هذه الأندية، في الوقت الذي يحتاج فيه هذا الوطن الكبير لأبنائه وشبابه، وواجب هذه الأندية الحفاظ على هذه الثروة لأجل الوطن. وأعتقد أن الحل الأفضل الاتجاه للخصخصة في الأندية الكبيرة أولاً، وتوفير جزء كبير من الميزانيات التي تصرف عليها لأجل الأندية الأقل إمكانات، وبعد تجربة الخصخصة لتلك الأندية أعتقد بإمكاننا أن ندرس إمكانية خصخصة الأندية الأخرى مع التركيز على الألعاب التي يبدع فيها كل ناد، حتى وإن كلف الأمر تقليص عدد الألعاب والاتجاه للألعاب التي لها حظ وجماهيرية أكبر من غيرها، التي ربما توصلنا في يوم من الأيام للأولمبياد.