واصلت قوات الاحتلال ارتكاب انتهاكاتٍ بحقِّ الفلسطينيين، إذ قتلت أحدهم قرب مستوطنةٍ بدعوى محاولته مهاجمة جنودٍ بسكين، واعتقلت 17 آخرين في عددٍ من محافظاتالضفة الغربية، فيما تخوَّف الأمين العام للأمم المتحدة من وصول الجمود في مسار حلِّ الدولتين إلى «نقطة اللاعودة». ولاحظ الأمين العام، بان كي مون، أن «الوقت حان كى يستوعب الإسرائيليون والفلسطينيون والمجتمع الدولي الدلائل على ما هو متوقع، فالوضع الراهن غير قابلٍ للاستمرار». وربط، في مقالٍ نشره مساء أمس الأول في صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، بين «إبقاء شعب تحت الاحتلال لأجل غير مسمى» وتقويض الأمن والمستقبل. وكان رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، انتقد الأمين العام الأسبوع الماضي. لكن بان كي مون ذكر في مقاله «أدافع دوماً عن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، وهذا هو سبب شعوري بالقلق من أن نصل إلى نقطة اللاعودة بخصوص حل الدولتين». وردَّ على نتنياهو بصفة غير مباشرة قائلاً «عندما تصدر مخاوف صادقة بشأن سياسات قصيرة النظر أو ضارة معنويّاً عن كثير من المصادر بمن فيها أقرب أصدقاء إسرائيل؛ لا يمكن الاستمرار في مواصلة مهاجمة كل من يوجه انتقاداً حسن النية». وكان بان كي مون أبلغ مجلس الأمن الدولي قبل نحو أسبوع بأن «الرد على الاحتلال طبيعة بشرية». في السياق نفسه؛ وجَّهت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي انتقادات حادة وغير معتادة إلى إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، ما يعكس خيبة أملٍ غربيةٍ من سياسات حكومة نتنياهو اليمينية. وانهارت في عام 2014 الجهود الأمريكية للتوسط في حل الدولتين. وكشفت باريس الجمعة الماضي عن استعدادها للاعتراف بدولة فلسطينية إذا فشلت مساعٍ فرنسية أخيرة للتوصل إلى اتفاق يقوم على حل الدولتين. وحذر بان كي مون من مخاطر جسيمة للطرفين ينطوي عليها الجمود كانهيار السلطة الفلسطينية وزيادة العزلة والضغوط الدولية على إسرائيل. ودعا الفلسطينيين إلى وضع قطاع غزةوالضفة الغربية تحت قيادة سلطة حاكمة ديمقراطية وموحَّدة و»العمل على وقف الهجمات على إسرائيل بما في ذلك الوقف الفوري لبناء أنفاقٍ من غزة». ميدانيّاً؛ قتل جنود جيش الاحتلال فلسطينيّاً صباح أمس بدعوى محاولته طعنهم في الضفة، لكن الرواية الإسرائيلية تخضع عادةً للتشكيك من جانب الفلسطينيين. ونسب جيش الاحتلال إلى الشهيد تسلُّله عبر حاجزٍ أمني إلى مستوطنة سلعيت ومحاولته طعن جنودٍ حاولوا التصدي له مستخدماً سكيناً. ومنذ مطلع أكتوبر الماضي؛ استُشهِد 153 فلسطينيّاً مع بدء موجة احتجاجات تخللتها مصادمات، فيما قُتِلَ 26 إسرائيليّاً وأمريكي واحد. إلى ذلك؛ كشف المسؤول في هيئة شؤون الأسرى والمحرَّرين الفلسطينية، إياد مسك، عن عقد النيابة الإسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «الشاباك» اجتماعاً أمس لبحث تعليق الاعتقال الإداري للأسير، محمد القيق، المستمر في إضرابه لليوم ال 69 على التوالي معتمداً على الماء فقط. واعتبر مسك، في تصريحٍ صحفيٍ صدر عن هيئة الأسرى والمحرَّرين، أن «هذا اللقاء يأتي امتداداً للجريمة التي بوركت من خلال المحكمة العليا الإسرائيلية التي عُقِدَت قبل أيام وصدر عنها تخويل الموضوع للنيابة». ووصَف تخويل النياية ب «مساحة حرة لها وللشاباك للتعامل مع حالة محمد وفقاً للأهواء والتقديرات». ووفقاً له؛ تعهد الأسير القيق، وهو مراسل صحفي لقناة «المجد» التليفزيونية، بعدم إنهاء إضرابه عن الطعام إلا بإنهاء اعتقاله الإداري والإفراج عنه رسميّاً. بدوره؛ أبلغ نادي الأسير عن اعتقال قوات الاحتلال مساء الأحد وصباح الإثنين 17 فلسطينيّاً من عدة محافظات في الضفة. ووثَّق النادي اعتقال 5 فلسطينيين من محافظة الخليل بينهم محمد قاسم مسالمة (17 عاماً)، وجبرين حسن مسالمة (16 عاماً)، و4 آخرين من محافظة طولكرم، واثنين من محافظة نابلس أحدهما معتقل سابق، وآخرَين من محافظة القدس يبلغان 16 عاماً، ومثلهما من محافظة جنين إضافة إلى معتقل واحد من محافظة بيت لحم وآخر من محافظة رام الله والبيرة.