أعرب نادي الأسير الفلسطيني أمس عن قلقه على الوضع الصحي «الخطير» للأسير الصحافي محمد القيق المضرب عن الطعام منذ 60 يوماً للاحتجاج على اعتقاله. ويعمل محمد القيق (33 سنة) مراسلاً لقناة «المجد» السعودية، وهو متزوج وأب لفتاتين، ووضع قيد الاعتقال الاداري في كانون الأول (ديسمبر) الماضي في سجن العفولة في شمال إسرائيل. وقالت الناطقة باسم نادي الاسير أماني سراحنة إن «وضع الأسير محمد القيق صعب وخطير، وفق محامينا الذين زاره الخميس في مستشفى العفولة، وهو مصاب بآلام شديدة واخضرار بالأطراف وأوجاع في العين». وأضافت: «هو لا يتناول الأملاح ويشرب فقط الماء... وتعرض مرات عدة لحالات إغماء». وأشارت إلى أن السلطات الإسرائيلية تتهمه بالتحريض، «وعندما لم يستطيعوا تقديم أدلة ضده، لجأوا إلى الاعتقال الإداري. قدمنا التماساً إلى المحكمة العليا الإسرائيلية سيتم النظر فيه في 27 من الشهر الجاري». وتظاهر الجمعة نحو مئة وخمسين فلسطينياً بعد الصلاة في باحات الأقصى في القدسالمحتلة مطالبين بإطلاق سراح القيق. ورفع المتظاهرون صوره وهتفوا: «الحرية الحرية للقيق»، ورفعوا لافتات كتب عليها: «لا للاعتقال الاداري». ووفق القانون الإسرائيلي الموروث من الانتداب البريطاني يمكن اعتقال مشتبه به فترة ستة شهور من دون توجيه تهمة إليه بموجب قرار إداري قابل للتجديد لفترة زمنية غير محددة، وهو ما يعتبره معارضو هذا الإجراء انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان. وأكدت ناطقة من مصلحة السجون الإسرائيلية أن القيق يعالج في مستشفى هعيمق في العفولة. لكنها قالت إنه «لا تتم تغذيته بالقوة». واعتقل الجيش الاسرائيلي القيق في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي من منزله في رام الله في الضفة الغربيةالمحتلة في الساعة الثانية فجراً حيث دهمت قوة من جيش الاحتلال بيته «وتم نقله بعد تقييد يديه وعصب عينيه إلى مستوطنة قريبة من رام الله، وترك بعدها في العراء حوالى 20 ساعة»، وفق بيان صدر عن «مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان» وقتها. وأعلن القيق في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي اضرابه المفتوح عن الطعام للتنديد بالتعذيب والمعاملة السيئة التي تلقاها في السجن. ونُقل في منتصف كانون الاول (ديسمبر) الماضي إلى المستشفى للعلاج. واتهم جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك) مساء أول من أمس القيق بأنه «أحد ناشطي حركة حماس، وتم سجنه مرات عدة في الماضي لنشاطاته في الحركة. وقد ألقي القبض عليه في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي لشكوك ملموسة وصلبة على أنشطة إرهابية له داخل حركة حماس». واعتبر في بيان أن «الإفراج عنه سيشكل خطراً». وأمضى القيق في العام 2003 سنة في السجن من دون محاكمة ثم أعيد اعتقاله لمدة 13 شهراً في العام 2004، وحكم عليه بالسجن في العام 2008 لمدة 16 شهراً بتهم تتعلق بنشاطاته الطالبية عبر مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت التي تخرج فيها. وأكد نادي الأسير الفلسطيني أن هناك ثلاثة أسرى آخرين في السجون الإسرائيلية يخوضون إضراباً عن الطعام، بينهم مواطن أردني.