إذا قلت لأحدهم: افحص مستوى السكر لديك؛ لتطمئن على صحتك؛ فيقول لك: لا، لا أريد أن أعرف إنْ كنت مصاباً! إن تأسيس نادٍ لتثقيف مرضى السكر في جازان، خطوة رائدة، ما لبثت أن تحولت إلى أحد أكبر مراكز علاج السكري في وطننا الحبيب. وقد قمت بزيارته؛ فأدهشني ما رأيته من تنظيم إداري، وعناية طبية؛ بحثاً عن أعلى درجات مستوى الرضا لدى المرضى. ومما يثير الإعجاب: أن ترى جميع الموظفين من إداريين وأطباءَ وممرضين وفنيي مختبر وصيدليين ومختصي تغذية ومختصين اجتماعيين، ومختصي سجلات طبية، يستقبلون مرضاهم وكأنما هم إخوة، أو آباء، أو أصدقاء حميمون لهم، وتُسَرُّ حينما ترى جميع العاملين على قلبِ رجلٍ واحد، بقيادة المشرف العام على المركز: استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور يحيى صولان، ونائب مدير المركز ومشرف التمريض الأستاذ محمد دغريري. فإنْ كانت لي أمنية، فهي: أن يكون لدينا مثل هذه الكوادر الوطنية في كافة مرافقنا الحكومية. ما أود الوصول إليه هو: حث جميع أفراد المجتمع للاستفادة من هذه المراكز، وألا يتجاهلوا خطورة هذا المرض الذي أظهرت الإحصاءات العالمية أنه في كل عشر ثوانٍ يُصاب به شخصان على مستوى العالم، وقد لا يخلو بيتٌ من مريضٍ بالسكر، في الوقت الذي تحتل فيه «السعودية» مرتبةً متقدمة في عدد المصابين، والأولى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بحسب إحصاءات الاتحاد الدولي للسكري. أخيراً.. تحية لكلِّ مسؤولٍ يقوم على صحة المواطن بأمانة وإخلاص، سائلين الله الكريم: أن يتغمد شهداء حريق مستشفى جازان العام بواسع رحمته، ونسأله تعالى: النصر المؤزر لقواتنا في الحد الجنوبي، وجنة الفردوس للشهداء الأبطال.