لجأت الجماعات الإرهابية إلى أسلوب جديد لتنفيذ عملياتها الإجرامية في المملكة، حيث أخذت تهاجم المساجد الآمنة وأماكن تجمعات المصلين، لإحداث أكبر قدر من الخسائر. واعترفت «داعش» الإرهابية بمسؤوليتها عن تلك الهجمات التي أودت بحياة كثيرين وإصابة العشرات، وهي سيناريوهات تستهدف في المقام الأول تخريب الوحدة الاجتماعية في المملكة وإحداث الفتن من أجل تنفيذ مخططات أخرى، إلا أن حكمة القيادة ووعي المواطنين ويقظة رجال الأمن أفسد كل هذه المحاولات اليائسة. وكانت الأحساء شهدت في الثالث من نوفمبر 2014 هجوماً إرهابياً على «حسينية» في قرية الدالوة بمحافظة الأحساء، مما أدى إلى استشهاد 8 أشخاص وإصابة آخرين بعد أن أطلق ثلاثة مسلحين النار من أسلحة رشاشة ومسدسات بشكل عشوائي ضد الموجودين. كما وقع تفجير إرهابي ثانٍ في جامع الإمام الحسين في مدينة الدمام في يوم الجمعة 29 مايو 2015، أثناء خطبة صلاة الجمعة، وتم إحباط المحاولة الإرهابية عند مواقف المسجد، عندما أوقف عدد من المصلين أحد الأشخاص متنكرًا في زي نسائي وعند محاولة تفتيشه قام بتفجير نفسه خارج المسجد مما أسفر عن مقتله واستشهاد ثلاثة آخرين من المصلين وإصابة 4 أشخاص بإصابات غير مهددة للحياة. وفي يوم الجمعة 22 مايو من العام الماضي وقع تفجير انتحاري في مسجد الإمام علي في بلدة القديح بمحافظة القطيف أثناء أداء صلاة الجمعة، وأدى إلى استشهاد 22 شخصًا وإصابة 102 جريح. كما وقع تفجير إرهابي ثالث بعد ستة أيام من حادثة القديح وذلك في جامع الإمام الحسين في مدينة الدمام أثناء صلاة الجمعة، وتم إحباط المحاولة عند مواقف المسجد، عندما أوقف عدد من المصلين أحد الأشخاص متنكرًا في زي نسائي وعند محاولة تفتيشه قام بتفجير نفسه خارج المسجد مما أسفر عن مقتله واستشهاد 3 من المصلين وإصابة 4. وفي 15 أكتوبر استشهد خمسة أشخاص في مدينة سيهات وأصيب عدد آخر من المواطنين بعد إطلاق أحد الإرهابيين النار مستهدفاً مسجداً بحي الكوثر. وبعيداً عن الشرقية هاجم انتحاري مسجد قوات الطوارئ في مدينة أبها بمنطقة عسير يوم الخميس 6 أغسطس من العام الماضي، أثناء أداء صلاة الظهر مما أدى إلى استشهاد 15 شخصا، 5 رجال أمن من قوات الطوارئ، و6 متدربين بالدورات الخاصة بأعمال الحج، و4 عمال بنغاليين. وفي نجران فجر انتحاري نفسه يوم 26 أكتوبر من العام الماضي، في باحة مسجد المشهد بحي دحضة بمدينة نجران أثناء صلاة المغرب، مما أدى إلى استشهاد شخصين فيما جُرح 19. وبحسب بيان وزارة الداخلية فإن الإرهابي فجّر حزاماً ناسفاً كان يلفه حول نفسه عند شروع المصلين في الخروج من المسجد. ولاحقاً أعلنت الوزارة عن العثور على سيارة منفذ التفجير الذي كتب رسالة لوالديه يؤكد نيته القيام بالهجوم. وكشفت الأجهزة الأمنية في ملاحقاتها للإرهابيين عن مخطط آخر لاستهداف أحد المساجد التي يترتادها رجال الأمن في الرياض، وجرى إحباطه.