قرحش، أو «القرش» كما ينادونه، بدأ حياته بالحصول على شهادة «الابتدائية» السنة بسنتين، أما «المتوسطة» فنظام ليلي بالدفع الرباعي، بعدها فشلت محاولاته في إكمال المرحلة الثانوية، وبالتالي استحالة دخول الجامعة. كانت الشهادة نوعاً من ال «بريستيج»، لكنه لم ينلها، فأسرته ثرية، تستطيع شراء كل شيء بالمال، حسب اعتقادهم. شعر بالملل من الترف، فالتحق بوظيفة سكرتير كنوع من التسلية، على الرغم من وجود القدرة على توظيفه في منصب مدير. بدأ «عظامياً»، وليس عصامياً «كَسَرَ عظام كثيرين». حصل على عديد من الدورات دون حضورها، ويشاع أنه حصل على ماجستير ودكتوراة في الإدارة الصحية؟! أصبح خبرة إدارية لا يستهان بها في «ساق الغراب» بفضل الإعلام «المطبل». عُرف بمعاداته كل ناجح، ومحاربته كل مَنْ حصل على شهادات عليا، أو درس تخصصات نادرة، وبنفوذ أحبابه أصبح السكرتير الأول لمدير مكتب مدير مكتب مدير «ساق الغراب»، نجح بامتياز في عزل المدير عن الفريق الصحي، والمرضى، وأصبحت مقابلة المدير ضرباً من الخيال، فهو في اجتماع، في جولة تفتيشية، لديه ارتباط مسبق، اترك رقم جوالك وسنتواصل معك، وربما في المختصر. تفوق بعنف في بث الرعب بين نواب ومساعدي أبو الريش، وأصبح الآمر الناهي، وأطاح بزملائه بطرق ملتوية ليصبح بين عشية وضحاها مدير مكتب المدير، ومقابلته تكون بمواعيد مسبقة، إن وجدت، ونظراً لقوة «واسطته»، وفنونه الإدارية الملتوية، تم ترشيحه لمنصب مدير ساق الغراب «نظراً لارتباط د. أبو الريش بدورة تدريبية»، فثار منسوبو المستشفى، بعضهم يبكي أيام أبو الريش، وبعضهم سلَّم أمره إلى الله ورضي بالقدر، وآخرون ينادون بالإضراب، فيما ردد المنتفعون: امنحوه فرصة. وفي الختام تقدم الفريق الصحي باستقالة جماعية إن لم يعد أبو الريش مرددين: جني تعرفه ولا قرش يبلعك!