مستشفى ساق الغراب يعيش فوق فوهة بركان مهدد بالانفجار في أي لحظة، كلٌّ يعيش الرعب، يعيش حالة فقدان التوازن، حقائب بعضٍهم حزمت ووضعت بجانب الباب استعداداً للمغادرة، كلٌّ يترقب «محرما» فوق صفيح ساخن، وربما يصبح آخر ذي الحجة تحت الصفر، يقولون إن رياح التغيير مقبلة، والقصد تميز الخبيث من الطيب، كلٌّ مرشح للمغادرة، ومرشح للبقاء، المصيبة أنهم يجهلون معايير التقييم، ويرددون أن البقاء يتطلب شروطا وأحكاما لايعرفونها، ويعتقدون أن مبدأ «يابخت من كان أبوالريش خاله» هو الدائم. بعضهم يرى أن رياح التغيير المقبلة ستجتاح كل الإدارات التي تعاني من ترهل وما أكثرها، لكنهم يخافون أن تظل الأقسام البعيدة في أماكن متفاوتة من ساق الغراب كما هي. مديرون في مناصبهم من المهد إلى اللحد إلا أن يعجل الله بملك الموت ليسعد موظفيها، فريق آخر يقول إنها حمى الأشهر الأولى ثم ما تلبث حليمة أن تعود إلى عادتها القديمة، وأن ما سيحصل هو تحويل كبشي فداء إلى مستشارين تخويفاً لبعضهم ليعاد تدويرهما لاحقاً. فريق ثالث مرحب بالتغيير والتحويل والتدوير ولكن يتمنى أن يصاحب ذلك جهود ميدانية وعمل إكلينيكي، فالمستشفيات منذ قدوم الإدارة الجديدة لم يتغير فيها شيء سوى انخفاض صوت الإعلام، فالمرضى والمرض في تزايد والأسرة في انعدام، والفريق الصحي في تيه وضياع، وكلٌّ يترقب. الطامة الكبرى أن الكل مؤمن بعودة «أبو الريش» وإن اختلفت الأزمنة والأمكنة والأسماء، ويرددون يا «أبو الريش» إن شاء الله «تعيش وتقرقش كحك وقراقيش ونجيبلك بدلة وكرافتة ونشوفك مدير المستشفى»!!!