شعر د. أبو الريش، مدير «ساق الغراب» بفجوة بينه وبين العاملين في المستشفى، وكذلك المرضى، وأنها تكبر يوماً بعد يوم، فأصبح كلُّ واحد منهم في وادٍ غرباءَ، فقرر أن يقوم بتوجيه سؤال سري لكل موظف، ومريض وهو: «ماذا تقول للمدير؟». وعلى الرغم من توقع المدير الإجابات إلا أنه صُدِمَ وبشدة! أحد أفراد السكرتارية قال: «اتقِ الله، أنت مدير دون شهادة، وأنا السكرتير الخاص بك ومعي دكتوراة في الإدارة». أما أحد الأطباء فقال: «تتحدث عن الحلال والحرام، وأنت تأخذ بدل تفرغ وندرة وتميز دون أن تعمل». أحد المرضى كتب: «كم أتمنى أن أكون أحد أقربائك لكي أحظى بسرير في الطابق المخصص لعائلتك الموقرة». مريض آخر ردد: «آه لو أني أعرفك لما مكثت في الطوارئ أياماً دون سرير، وطبيب». وكتب مراجع: «هل تعلم سعادتك بأنني متخرج، وأحمل البورد الكندي، ومعاملة توظيفي ضائعة منذ شهور، ولم أنل حقوقي بسبب ضياع إدارتك». ممرضة قالت: «كم أكره ابتسامتك الصفراء، ونظراتك للموظفات في كل اجتماع». استشاري سعودي كتب: «هل تعلم يا مديري أن الأجنبي رئيس قسمي، كان مساعدي في بلاده، ومثار سخرية الجميع هناك؟». أحدهم تساءل: متى الإعفاء؟ وإجابات أخرى حجبها الرقيب! لم تكن تلك الإجابات فرصة لتضييق الفجوة الحاصلة، أو فرصة لفهم الموظفين والمرضى، كما اعتقدوا، فقد جمع أبو الريش الإجابات، وتم تشكيل لجنة من «شلته» لحرقها. ويبقى السؤال: هل فكَّر مدير أن يقوم بهذه التجربة، أم إنهم في برج عاجي لا تراهم إلا على صفحات الصحف مصرحين، على الموائد آكلين، إلى الخارج مسافرين، وربما في المؤتمرات، والحفلات مكرمين بما لا يستحقون! المديرون بعيدون عمَّن يديرونهم لسبب بسيط وهو: مَنْ أمن العقوبة أساء الإدارة.