بات المجلس الرئاسي في ليبيا مضطراً إلى تقديم مقترح بتشكيلة وزارية جديدة ومصغَّرة خلال 10 أيام كي يحظى بثقة البرلمان المعترف به دولياً، وفقاً لمصادر. ورفض البرلمان، عبر تصويت أجراه أمس الإثنين في مقره في طبرق شرقاً، التشكيلة الوزارية التي قدَّمها المجلس الرئاسي الأسبوع الماضي. وصوَّت 89 نائباً من إجمالي 104 نواب حضروا الجلسة بالرفض. والمجلس الرئاسي الذي يتزعمه رجل الأعمال، فايز السراج، يعملُ بمقتضى اتفاق للسلام رعته الأممالمتحدة وأٌعلِنَ في منتصف ديسمبر الفائت في مدينة الصخيرات المغربية. ويقضي الاتفاق، المستهدِف إنهاء عام ونصف العام من الصراع السياسي والمسلح، بتشكيل حكومة وحدة وطنية. ومنذ عام 2014؛ انقسمت السلطة في ليبيا بين برلمانين متنافسين. ويتخذ البرلمان المعترف به دولياً من مدينة طبرق مقراً له، فيما يسيطر البرلمان السابق على العاصمة طرابلس. ولكل من البرلمانين حكومة وقوات عسكرية. وأرجع مشرِّعون في طبرق رفض النواب الحكومة المقترحة إلى تشكُّلها من 32 حقيبة. وأشاروا إلى وجوب طرح المجلس الرئاسي، ومقره الحالي تونس، قائمة مصغرة من الحقائب الوزارية خلال 10 أيام. ووصف النائب، محمد الأباني، الحكومة المقترحة بأنها «لا تمثل مصالح الشعب» لكنها «تشكَّلت بناءً على مطالب زعماء ميليشيات». وفي اقتراع ثان؛ وافق البرلمان في طبرق على اتفاق السلام التي توسطت فيه الأممالمتحدة بغرض تنفيذ خطة للتحول السياسي. لكن النواب رفضوا بنداً يقضي بنقل السلطة من القوات المسلحة إلى رئيس الوزراء. كان ممثلون من البرلمانين المتنافسين وقعوا على اتفاق الصخيرات، لكنه واجه معارضة شديدة من نواب آخرين وفصائل مسلحة. من جهته؛ كشف رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط الليبي، مصطفى صنع الله، عن ضياع إيرادات قدرها 68 مليار دولار بسبب تراجع إنتاج بلاده من الخام في السنوات الأخيرة نتيجة الاضطرابات. وأفاد صنع الله بتراجع إنتاج البلاد من النفط مؤخَّراً إلى 362 ألف برميل يومياً من 400 ألف برميل يومياً بعد سلسلة هجمات شنها مسلحو «داعش» على أكبر مرافئ النفط الأسبوع الماضي. وألقَى باللوم في معظم الإيرادات المفقودة على حرس المنشآت النفطية الذين يسيطرون على منشآت التصدير الرئيسة في الزويتينة ورأس لانوف والسدر. وأبلغ بأن الأضرار والخسائر من جراء تراجع الإنتاج بلغت 68.4 مليار دولار على مدى الأعوام الثلاثة الأخيرة، معتبراً أن «أكثر من 70 % من ذلك الفاقد يرجع إلى حرس المنشآت النفطية». وكانت بلاده تنتج 1.6 مليون برميل يومياً قبل انتفاضة 17 فبراير 2011 التي أطاحت بحكم معمر القذافي في صيف العام نفسه.