السؤال الذي يبقى دون جواب، هو «إلى أي مدى تستطيع الطيور التي تعشش في المصارف الزراعية؛ ك«دجاجة الماء» زيادة أعدادها، وتعويض التهديدات الجائرة التي تلاحقها؟، وبحسب مدير الوحدة البيطرية في الإدارة العامة لشؤون الزراعة بالمنطقة الشرقية الدكتور محمود الخميس: فإن «الجور على النباتات المائية، وإغلاق المصارف الزراعية، وردم المساقي، تسبب في قلة وجود هذه الدجاجة الجميلة بشكلٍ كبير؛ وقضى على أماكن تجمعها، فهي شبه انقرضت أو قل تواجدها، علماً بأنها لا زالت تشاهد لكن نادراً جداً». ويضيف: «هذه الدجاجة لا تستطيع التحليق، وأغلب حياتها قريبة من الأرض، ما يجعلها فريسة سهلة للكلاب الموجودة في المزارع أو الضالة، وكذلك القطط، وفي بعض البلدان حيوان النمس؛ لذلك من المهم أن تكون هناك محميات خاصة تهتم بهذه الطيور، التي لا يستبعد أن تكون منقرضة في المستقبل». ويتابع «هذه الطيور توجد في أغلب دول العالم، ولكنها أكثر انتشاراً في الدول الخليجية، والعربية». ويقترب حجم الدجاجة من حجم البط الصغير؛ أو الحمامة المتوسطة، وتزن اليافعة منها بين 2500 -3500 جرام، بحسب ما ذكره الخميس، مشيراً إلى أنها «تتميز بمنقارها الأحمر الفاقع، والأرجل المصفرة التي تميل للون القصب الفاتحة أو المتوسط، وجناحها صغير لمتوسط الحجم، والذكر غالباً أكبر حجما من الأنثى، وريشها أسود بني؛ فيما عدا المنطقة التي تقع تحت الذيل، فهي بيضاء، وله خطوط بيضاء على الجانبين، وهي لا تستطيع التحليق والطيران عالياً لثقلها وصغر جناحيها». ويلفت الخميس إلى أن هذه الطيور نوعاً ما «مزاجية ولا تحب التعايش مع الطيور الأخرى؛ بل تفضل العزلة ومتباعدة عن تجمع الطيور الأخرى، ومع أنها شبه انطوائية، إلا أنها تتحول لتبدو جسورةٍ ومقدامة وهي تدافع عن نفسها وصغارها إذا أحست بالتهديد»، مبيناً أن هذه الدجاجة «سريعة المشي، ويصعب تصويرها، وتشاهد غالباً في فصل الربيع؛ أو بعد موسم الأمطار». ويقول: «أغلب هواة الصيد لا يرغبون في اصطيادها؛ لكونها تعيش في المستنقعات، والمرامي، وأحياناً في الصرف الصحي». ويوضح الباحث محمد الزاير، أن «دجاجة الماء من الطيور المهاجرة التي استوطنت المنطقة في السنوات العشر الأخيرة، وكانت تصل للمنطقة على شكل أسراب متوسطة مع نهاية أغسطس، طلباً للدفء والغذاء، وتهاجر جنوباً مع بداية أكتوبر من كل عام؛ حتى تعاود الرجوع للمنطقة في فبراير، وتعاود الهجرة شمالاً في بداية أبريل». ويضيف «سجلت عدة مناطق في الساحل الشرقي ظاهرة تعشيش الطائر في السنوات الخمس الأخيرة، وفق معلومات موثقة من قبل فريق رصد وحماية الطيور؛ حيث شوهدت أعشاشها وصغارها في المناطق الحرشية النائية والقريبة من المزارع في كل من القطيف، والأحساء، وبالقرب أيضاً من التجمعات السكانية».