واكتب لهُ بطاقة دعوة تليق بِه، ولِتجلسا على طاولة مستديرة وجهاً لِوجه مع قطعة كيك وقهوة إسبيريسو.. احتفل بِالفشل وأكرمهُ كما لو كان صديقاً قديماً اشتقت للقائه، احتفل بِالفشل فهو كما النجاح يستحق الاحتفال والتقدير.. كثيراً ما نُكرّم الناجحين ونقدّرهم وننسى لحظات الإخفاق الكريمة، التي لولاها ما تذوقنا ما نَحنُ عليه الآن، إن الفشل.. الإخفاق.. عدم النجاح.. ليس وصمة عار نخجل منها فهي البوابة الحقيقية التي ساعدتنا وألهمتنا طريق الصواب. لا أدعو هنا أبداً إلى الركون إلى الفشل – إذا كان هناك ما يُدعى بِالفشل – أو القبول بِما هو أدنى ولكنّي أود لفت انتباهكم إلى أهمية رفع المعنويات. نَحنُ حين نخفق في أمرٍ ما يُصيبنا شعور سيء بعدم الرضا عن الذات أو قد يتصدّع ذلك الاعتقاد الكبير بمدى إمكانية تحقيق أحلامنا وهذا أمر طبيعي، ولكن غير الطبيعي هو الاستسلام لهذا الشعور.. لِلوقوف عند هذه النقطة، فأين نَحنُ من باقي الرحلة؟ أليس هناك من مرحلة قادمة؟ إن تناول وجبة لذيذة، شراء قطعة جديدة، قراءة سطر سعيد، لقاء شخص قريب إلى القلب.. كلها خطوات تساعدنا على التغلب على ذلك الشعور غير المحبّذ والعودة إلى الميدان مجدداً. كما أن لذلك أثراً كبيراً في رفع مستوى العزيمة والإصرار والرغبة في الحصول على ما لم يحالفنا الحظ الحصول عليه في المرة السابقة. لذلك أنتَ مدعو يا صديقي، وأنتِ مدعوة للاحتفال بِالفشل العظيم، كونوا على الموعد لِنتقاسم قطعة الكعك اللذيذة ولِنضحك كثيراً ونبكي قليلاً فلقد مات الفشل على قارعة الطريق وتفتحت بوابة السعادة، الأحلام، العزيمة والإرادة القوية، ولِنلغ معاً هذا المصطلح «الفشل» الجارح ولنستبدله بِ «الخطوة الأولى» فهو المفتاح والخطوة التي ننتقلُ مِن خلالها إلى ما هو أعلى.