فيما يترقب المستثمرون في قطاع السياحة السعودي، انطلاق ملتقى «السياحة والسفر» اليوم الجمعة في مدينة الرياض، تشير الإحصاءات والتحليلات الاقتصادية إلى أن مستقبل هذا القطاع مزدهر ومبشر بالخير خلال السنوات المقبلة، خاصة بعد التشريعات الجديدة التي تمهد الطريق لتأسيس صناعة قطاع سياحي نموذجي في المملكة، يساهم بنسبة مرضية في الناتج المحلي. ويعول الملتقى الذي تستمر فعاليات يومين في الرياض، على القطاع في توفير نحو نصف مليون وظيفة شاغرة للسعوديين خلال السنوات القليلة المقبلة، نظير الدعم الحكومي للمستثمرين فيه. وتسلط فعاليات الملتقى، الذي سيقام بحضور الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والآثار والدكتور الأمير سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعزيز المستشار في الديوان الملكي، وتنظمه مجموعة الأوسط لتنظيم الفعاليات، الضوء على إمكانات قطاع السياحة والسفر في المملكة وما حققه في السنوات الماضية، وما يمكن أن يقدمه من قيمة مضافة إلى منظومة الاقتصاد السعودي، سواء في تعزيز الدخل القومي للبلاد، أو توفير وظائف للشباب السعودي أو إنعاش القطاعات الأخرى المرتبطة به بشكل مباشر أو غير مباشر، ويناقش الملتقى الذي يشهد حضور نخبة كبيرة من خبراء القطاع ومسؤولو وكالات السفر والسياحة والمهتمين من داخل المملكة وخارجها، عدداً من المواضيع والأفكار والاقتراحات التي تصب في صناعة السياحة، بما يعزز أركان الاقتصاد السعودي. وتوقع الدكتور الأمير سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعزيز أن يشهد قطاع السفر والسياحة في المملكة انتعاشة غير مسبوقة خلال فترة قليلة، مشيراً إلى «قدرة القطاع على المساهمة في الناتج المحلي للمملكة بنسبة لا تقل عن 5% في وقت قريب، وقدرته أيضاً في تحقيق نسبة نمو تصل إلى 10 % خلال السنوات الخمس المقبلة، مقارنة بنسبة نمو بلغت 6 % في عام 2015 و4 % في عام 2014»، مؤكداً أن «التغيرات الاقتصادية عالمياً ومحلياً وإقليمياً ستدفع التوجهات الحكومية وصناع قطاع السياحة والسفر في المملكة لتكريس الجهود لتنمية مصادر دخل أخرى، حتى لا تعتمد بشكل رئيس على دخل النفط وعوائده، مما يبشر بزيادة ملحوظة في نمو هذا القطاع كمصدر من المصادر الرئيسة للدخل القومي». ويشدد الأمير سيف الإسلام على أهمية «مواكبة التقنيات الحديثة في القطاع»، مشيراً إلى أن «هناك زيادة في حجوزات السفر عبر الإنترنت بنحو 25 % من مجموع الحجوزات التي تتم في منطقة الشرق الأوسط، في عامي 2015 و2016 لتصل كما هو متوقع إلى 36 % بنهاية عام 2017». وقال: «هذه الأرقام تدل دلالة قاطعة على أن التقنيات لعبت وستلعب دوراً مهماً في تنمية صناعة السفر والسياحة، وتشير أيضاً إلى أنها بمنزلة العامل الذي يحدد مستقبل هذا القطاع، ويحقق نسبة نمو مضطرد فيه، ما يحتم على الشركات المحلية دخول هذه المنافسة بخطط محكمة ودراسات دقيقة، تضمن بها تحقيق نتائج مرضية»، وأكد الأمير سيف الإسلام «على أهمية استثمار المعالم السياحية والآثرية في المملكة، وإبرازها بشكل واضح للسائح المحلي والأجنبي، وتسهيل توافد السياح الأجانب عليها»، معتبراً ذلك «أحد أهم مقومات نجاح قطاع السفر والسياحة في المملكة». وتنطلق فعاليات الملتقى بحلقة نقاش موسعة، يشارك فيها كبار المديرين التنفيذيين من قادة الصناعة، ويتحدثون عن أنواع السياحة المختلفة، ودور كل نوع في النهوض بالقطاع، ثم تبدأ بعد ذلك خمس ندوات يديرها خبراء في هذا المجال، تحمل الندوة الأولى عنوان «اتجاهات سفر الأسرة»، وتتناول ما يجب أن يعرفه الشخص عن أنماط السفر العالمية لدى الأسرة، ورغبة كل فرد فيها في السفر إلى وجهة معينة، وتتضمن الندوة الثانية، وهي بعنوان «اجعل الراحة السياحية وجهتك في العمل» جملة من النصائح إلى السائحين حتى ينعموا بالرفاهية المطلوبة أثناء رحلاتهم السياحية، وتركز الندوة الثالثة وهي بعنوان «السياحة التعليمية» على كيفية استثمار رحلات تحصيل العلم في تحصيل الاستفادة السياحية والتعرف على مناطق جديدة.