رسم الدكتور الأمير سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعزيز، صورة جميلة لمستقبل قطاع السفر والسياحة في المملكة، وتوقع أن ينمو هذا القطاع بشكل مضطرد عاماً بعد آخر، ليصل إلى 10 % خلال السنوات الخمس المقبلة، مقارنة ب 4 % في عام 2014، و%6 في عام 2015، مشيراً إلى أن هذا القطاع سيسهم بما نسبته 5 % من الدخل القومي للمملكة في وقت قريب. وشدد الأمير سيف الإسلام على أهمية إبراز المناطق السياحية بشكل واضح أمام السائح المحلي والأجنبي، ودعا إلى تسهيل توافد السياح الأجانب عليها، معتبراً ذلك أحد أهم مقومات نجاح القطاع في المملكة وتحقيق أهدافه كافة. وحذر الأمير سيف الإسلام، في حوار خص به «الشرق» قبل انطلاق ملتقى رواد السياحة والسفر، يوم الجمعة المقبل في الرياض، ويستمر يومين، من عدم مواكبة وسائل التقنية الحديثة، موضحاً أن الإحصاءات تشير إلى أن التقنيات لعبت وستلعب دوراً مهماً في تنمية صناعة السفر والسياحة، ويجب على الشركات المحلية العاملة في القطاع، مواكبتها حتى لا تتأخر عن الركب.. وهنا نص الحوار.. في تصوري أن النمو المضطرد في مشاريع البنية التحتية التي تم تنفيذها خلال السنوات الخمس الماضية، من مطارات في المدن الرئيسة والسياحية، سيسهم بلا شك في نمو هذه الصناعة، بما قد يزيد إلى مستويات تصل إلى 10% خلال السنوات الخمس المقبلة. أتفق معك على أن التقنيات الحديثة أسهمت بشكل ملحوظ في إيجاد بيئة تنافسية لم تكن موجودة في السابق، مما سهل كثيراً على السياح الوصول إلى مبتغاهم، حتى من خلال وكالات سفر خارج المملكة، وهذا بكل تأكيد ينعكس على حركة الموارد البشرية في هذا القطاع المهم، بناءً على حاجته لعدد الكوادر البشرية. في تصوري أن زيادة الوعي لدى شركات السياحة والسفر، وتحملها مسؤولياتها المهنية في توعية السائح والمستهلك بواجباته تجاه البيئة، ستنعكس بشكل إيجابي على رفع مستوى تنافسية هذه الصناعة، ومستوى نمائها وتطورها في مستقبل الاقتصاد السعودي. تحتضن مساحة المملكة الشاسعة تنوعاً مميزاً من المعالم السياحية والأثرية، وقد يكون مزيد من الاهتمام بها وإبرازها بشكل واضح للسائح المحلي والأجنبي، وتسهيل توافد السياح الأجانب عليها، أحد أهم مقومات نجاح قطاع السفر والسياحة في المملكة، بالإضافة إلى وعي الشركات السياحية المحلية بتفعيل هذا القطاع محلياً والاستثمار فيه. أبرز التحديات في نظري، تفعيل الشركات المحلية دخولها في السوق الإلكتروني لقطاع السياحة والسفر، ومنافسة بعض الشركات الأجنبية التي تستحوذ على حصة كبيرة ومؤثرة في سوق صناعة السفر المحلي، وإيجاد برامج سياحية منافسة، مع اختيار المواسم والظروف المناسبة لها، وعندما يتغلب القطاع على هذه التحديات، يكون قد حقق نقلة واعدة في انطلاقته. هذه الأرقام تدل دلالة قاطعة على أن التقنيات لعبت وستلعب دوراً مهماً في تنمية صناعة السفر والسياحة، وتشير أيضا إلى أنها بمنزلة العامل الذي يحدد مستقبل هذا القطاع، ويحقق نسبة نمو مضطرد، ما يحتم على الشركات المحلية دخول هذه المنافسة بخطط محكمة، ودراسات دقيقة، تضمن بها تحقيق نتائج مرضية لها، وآمل ألا يؤثر هذا التسارع المضطرد على الصناعة المحلية، وحجم استفادة الشركات المحلية من عائدات المستهلكين داخل المملكة. دخل النفط التغيرات الاقتصادية عالمياً ومحلياً وإقليمياً ستدفع التوجهات الحكومية وصناع قطاع السياحة والسفر لتكريس الجهود لتنمية مصادر دخل أخرى، حتى لا تعتمد بشكل رئيس على دخل النفط وعوائده، مما يبشر بزيادة ملحوظة في نمو هذا القطاع كمصدر من المصادر الرئيسة للدخل القومي الخليجي والسعودي، وأتوقع أن نرى ارتفاع نسبة دخل هذا القطاع لتصل إلى 5% من الناتج المحلي السعودي قريباً، وتصل إلى 20% خليجياً، كما هو الحال في الشقيقة دولة الإمارات العربية المتحدة.