أعلنت اللجنة الطبية العليا في تعز، غربيّ اليمن، توقُّف 37 مستشفى ومنشأة صحيَّة عن العمل جرَّاء الحصار الحوثي المفروض على المدينة منذ أشهر بمساعدةٍ من قوات علي عبدالله صالح، في وقتٍ فتحت المقاومة الشعبية جبهةً جديدةً في مديرية الصومعة شرقيّ مدينة البيضاء. وأفيد في عدن عن توقيف نحو 98 مشتبهاً في تورطهم في الاغتيالات الأخيرة بالمدينة، فيما اطَّلع رئيس الأركان العامة الموالي للشرعية، اللواء الركن محمد علي المقدشي، على استعدادات تحرير بعض مناطق مديرية بيحان التابعة لمحافظة شبوة. وقدَّرت اللجنة الطبية العليا في تعز عدد الضحايا من المدنيين جرَّاء قصف الميليشيات المتمردة أحياءً سكنية في المدينة المُحاصَرة ب 1536 قتيلاً بينهم 148 طفلاً و135 امرأة إضافةً إلى نحو 10 آلاف مصاب. ودعت اللجنة، في بيانٍ لها أمس، الأممالمتحدة إلى تدخُّلٍ عاجلٍ عبر إجراء زياراتٍ ميدانية و«العمل بشتَّى الوسائل على رفع الحصار الجائر الذى يتنافى مع أبسط المبادئ الإنسانية وحقوق الإنسان». ونبَّه البيان إلى «مواجهة المدينة كارثة إنسانية مع تزايد تدهور الأوضاع الصحية ومنع دخول أسطوانات الأوكسجين والأدوية والمستلزمات الطبية، ما أدى إلى العجز عن إجراء حوالي 1000 عملية جراحية». ميدانياً؛ فتحت المقاومة الشعبية في محافظة البيضاء، وسط البلاد، جبهةً جديدةً أمس في مديرية الصومعة شرقي مدينة البيضاء التي تعدُّ مركزاً للمحافظة، إذ استولت على مواقع عدَّة وأعلنت تكبيد قوات التمرد خسائر في الأرواح والعتاد. وأبلغ مصدر في المقاومة وكالة الأنباء الرسمية «سبأ» ب «استحداث مواقع جديدة» و«استعادة مواقع عرقوب والعقلة والظهر والفلحية بعد مباغتة الانقلابيين بضربات نوعية أرغمتهم على الفرار في اتجاه مركز المحافظة». وبالتزامن؛ شنت «مقاومة البيضاء» هجوماً واسعاً في مديرية الزاهر، مُستهدفةً الوجود العسكري الحوثي في مواقع «مرداس» و«أم جماجم» و«أم ضروة» في مواجهاتٍ شَهِدَت استخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وأعلنت مصادر محلية في منطقة آل حميقان التابعة لمديرية الزاهر مقتل أيوب العامري، نجل رئيس حزب الرشاد السلفي ومستشار رئيس الجمهورية الدكتور محمد بن موسى العامري، خلال مشاركته في قتالٍ ضد المتمردين في المنطقة. وأورد موقع «المصدر أونلاين» اليمني أن أيوب العامري قُتِلَ خلال مواجهةٍ في آل حميقان، حيث كان يشارك المقاومين ورجال القبائل في القتال. لكن موقع «المشهد اليمني» تحدث عن مقتل نجل مستشار الرئيس في معارك الصومعة. في الوقت نفسه؛ أكد مسؤول عسكري موالٍ للشرعية جاهزية جنود الجيش والمقاومين لإخلاء مديرية بيحان التابعة لمحافظة شبوة جنوباً من مظاهر التمرد الباقية في بعض المواقع. وتفقَّد رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء الركن محمد علي المقدشي، ونائبه اللواء الركن ناصر عبدربه الطاهري، أمس مقر اللواء 19 مشاة في المديرية، حيث عاينا الجاهزية القتالية. وشدد قائد اللواء، العميد الركن مسفر الحارثي، على استعداد قواته ل «القيام بواجبها الوطني دفاعاً عن الأرض والعرض من الميليشيات التي عاثت في الأرض فساداً»، مُقدِّماً للمقدشي والطاهري شرحاً عن التدريبات التكتيكية القتالية وأعمال التهيئة والإعداد. ولاحقاً؛ تفقَّد رئيس هيئة الأركان ونائبه مقري اللواءين 21 مشاة و26 مشاة المرابطين في مناطق عسيلان وعين وحريب في شبوة. وأبدى القائدان العسكريان ارتياحهما لارتفاع الروح المعنوية للجنود وجاهزيتهم القتالية. واعتبر المقدشي، في تصريحات صحفية، أن «راية النصر تلوح في الأفق»، وتعهد ب «تطهير الوطن من الميليشيات الانقلابية الحالمة بالعودة إلى ما قبل ثورتي 26 سبتمبر 1962 و14 أكتوبر 1963». ونقلت وكالة «سبأ» عنه إشارته إلى «التضحيات الجسيمة التي يُسطِّرها الأبطال من قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية (..) وما يحققونه من انتصارات ساحقة على ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في محافظتي مأرب والجوف من خلال السيطرة على مواقع إستراتيجية آخرها في جبل هيلان بمأرب». وأبدى المقدشي ارتياحه لما توفِّره قيادة التحالف العربي من دعمٍ للشرعية الدستورية والقوات الموالية لها.ونبَّه إلى وجوب الصيانة الدورية للآليات والحفاظ على العتاد العسكري، واصفاً إياه ب «الركيزة الأساسية لتحقيق النصر واستعادة الأمن والاستقرار (..) وتلقين العدو أبلغ الدروس والعِبر». إلى ذلك؛ تحدثت مصادر متطابقة في محافظة عدن جنوباً عن إلقاء القبض أمس على 98 مشتبهاً في تورطهم في تنفيذ تفجيرات وعمليات اغتيال روَّعت السكان على مدى الأسابيع الماضية. ونقل «المشهد اليمني» عن مصادر محلية أن «المقاومة بقيادة الشيخ السلفي بسام المحضار ألقت القبض على هذه الخلية في منطقة بئر فضل التابعة لمديرية الشيخ عثمان وسط المحافظة». ووفقاً للموقع؛ كانت الخلية تختبئ في إحدى الهناجر المهجورة في بئر فضل. وخضع الهنجر للمراقبة لعدة أيام، ثم داهمته المقاومة وألقت القبض على العناصر وفي حوزتهم أسلحة متطورة وأجهزة متفجرات حديثة. وأشارت المصادر إلى «بدء التحقيقات لكشف مزيد عن ارتباطات تلك الخلية، التي قد تكشف لغز الاغتيالات الأخيرة». وأودى تفجير سيارةٍ مفخَّخة في مطلع ديسمبر الفائت بحياة محافظ عدن، اللواء جعفر محمد سعد، في حين نجا خلفه، العميد عيدروس الزبيدي، من محاولة شبيهة في ال 5 من يناير الجاري كادت تودي بحياته مع مدير أمن المحافظة، اللواء شلال علي الشائع، ومحافظ لحج، ناصر الخبجي. سياسياً؛ شدد وزير الشؤون الخارجية العماني، يوسف بن علوي بن عبدالله، على دعم بلاده الشرعية في اليمن والجهود الرامية إلى إحلال السلام فيه. ودعا ابن علوي نظيره اليمني، عبدالملك المخلافي، إلى زيارة مسقط للتباحث في القضايا والاهتمامات المشتركة. والتقى الوزيران أمس الأول في القاهرة على هامش اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب بحَث الرد على التجاوزات الإيرانية. واطلَع المخلافي، بحسب «سبأ»، نظيره ابن عبدالله على مستجدات التطورات الجارية على الصعيدين السياسي والإنساني و»على الجهود والمشاورات المبذولة لتنفيذ القرار الأممي رقم 2216 والعودة للمسار السياسي» استناداً إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني. وتناول اللقاء عدداً من القضايا المتصلة بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها. وتحاول الأممالمتحدة عقد جولة تفاوضٍ خلال الشهر الجاري بين الحكومة والمتمردين. وستكون الجولة، المقرَّرة في سويسرا نهاية الشهر الجاري على الأرجح، الثالثة، إذ سبق عقد جولتين العام الماضي ولم تسفرا عن تقدُّم. وتتهم «الشرعية» معسكر «الحوثي- صالح» برفض تنفيذ «إجراءات بناء ثقة» أبرزها فك الحصار المفروض على مدينة تعز، وعدم إعاقة دخول المساعدات الإنسانية مع إطلاق سراح السياسيين والناشطين المعتقلين في صنعاء. وأبلغ عبدالرحمن محمد قحطان، نجل القيادي في حزب الإصلاح الداعم للشرعية، عن تدهور الحالة الصحية لوالده الموقوف منذ تسعة أشهر لدى جماعة الحوثي. وكشف عبدالرحمن محمد قحطان أمس عن تلقيه عبر مصادر خاصة ما يفيد بتدهور حالة والده بشكل لافت خلال الأيام الأخيرة. وطالبَ جماعة الحوثي بعرض والده على أطباء وتمكينه من الحصول على خدمات علاجية توقف حالته المتدهورة، مُحمِّلاً إياها المسؤولية الكاملة عن النتائج المترتبة. واعتقل الحوثيون محمد قحطان في مطلع إبريل الماضي بعد أسابيع من فرضهم عليه الإقامة الجبرية في منزله. وتمتنع جماعتهم عن الإدلاء بأي معلومات عن مكانه وظروف احتجازه مع عددٍ من قيادات حزب الإصلاح ومسؤولين حكوميين مناهضين للتمرد.