خرجت مظاهرات احتجاجية في أنحاء مختلفة من العالم أمس، لمطالبة قادة العالم بالتوصل إلى معاهدة تحول دون كارثة مناخية أثناء قمتهم في العاصمة الفرنسية باريس. فمن أستراليا إلى نيوزيلندا والفيليبين وبنغلادش واليابان، شارك محتجون في تظاهرات في أول أيام عطلة نهاية الأسبوع، التي ستشهد احتجاجات تدعو القوى الكبرى إلى التغلب على الخلافات عند افتتاح قمة المناخ رسميا في باريس يوم غد الإثنين. واحتشد آلاف المتظاهرين في مدينة ملبورن الأسترالية، وحملوا لافتات كتب عليها «احموا بيتنا المشترك». وسيشارك نحو 150 من قادة العالم من بينهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والصيني شي جينبينغ، ورئيس وزراء الهند نارندرا مودي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في افتتاح المؤتمر الذي من المقرر أن يتم خلاله التوصل إلى أول معاهدة عالمية حقيقية بشان المناخ. وتهدف المعاهدة المرجوة إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بمعدل درجتين مئويتين أو أقل، فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وذلك عن طريق الحد من انبعاثات الكربون التي تلقى عليها مسؤولية التغير المناخي. وفي حال فشل القادة في التوصل إلى مثل هذه المعاهدة، فإن العلماء يحذرون من أن العالم سيصبح غير صالح للحياة البشرية، وسيشهد عواصف شديدة، وجفاف وارتفاع منسوب مياه البحر لتغرق مساحات واسعة من اليابسة. وعشية احتجاجات أمس، حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي سيستضيف المؤتمر الذي يستمر من 30 نوفمبر إلى 11 ديسمبر، من العوائق التي تقف أمام سعي الدول ال 195 في وضع حدود جديدة على انبعاثات الغاز المتسبب في الاحتباس الحراري ابتداء من عام 2020. وقال هولاند «الإنسان هو أسوأ عدو للإنسان. ونستطيع أن نرى ذلك مع الإرهاب». وجاءت تصريحاته بعد أن ترأس مراسم في باريس لتكريم ضحايا اعتداءات 13 نوفمبر، التي نشرت الرعب في العاصمة الفرنسية. وأضاف «ولكننا نستطيع أن نقول الشيء ذاته فيما يتعلق بالمناخ. البشر يدمرون الطبيعة ويلحقون الضرر بالبيئة. ولذلك فعلى البشر تحمل مسؤولياتهم من أجل خير الأجيال المستقبلية». ودعا هولاند إلى التوصل إلى «اتفاق عالمي ملزم طموح». إلا أنه تحدث كذلك عن مخاوف من أن عدداً من الدول التي لم يسمها، قد تحول دون التوصل إلى توافق إذا شعرت بأن الاتفاق يفتقر إلى الضمانات لتنفيذه. وتوجد كثير من العوائق أمام مؤتمر باريس، ومن بينها تمويل الدول المعرضة لتأثيرات التغير المناخي، ومراقبة خفض انبعاثات الغاز، وحتى الوضع القانوني للمعاهدة. وفشلت المحاولة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق عالمي أثناء قمة كوبنهاغن 2009، بسبب خلافات بين الدول الفقيرة والدول الغنية. وقال وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس، في مقابلة مع عدد من الصحف الدولية نشرت أمس، «يجب أن نبذل قصارى جهدنا لتجنب الفشل في التوصل إلى اتفاق بسبب اختلاف المبادئ بشكل يحول دون التوصل إلى توافق. ولكن وفي تطور إيجابي تم الكشف الجمعة عن مساعدات بيئية بمليارات الدولارات. في أوتاوا أعلنت الحكومة الكندية عن تمويل بقيمة 2,65 مليار دولار كندي (1,87 مليار يورو) خلال السنوات الخمس المقبلة، بينما وافقت دول الكومنولث ال 53 على إنشاء «آلية تسهيل تمويل أخضر» بمليارات الدولارات لمشاريع التنمية. ويقول منظمو الاحتجاجات إنهم يتوقعون مشاركة مئات الآلاف في تظاهرات جرت أمس وستجري اليوم، حيث جرت تظاهرات في جوهانسبرغ وأدنبره، كما ستجري تظاهرات مماثلة اليوم في سيول وريو دي جانيرو ونيويورك ومكسيكو سيتي. وسيشارك في مؤتمر باريس نحو 40 ألف شخص من بينهم 10 آلاف مشارك من 195 بلدا، إضافة إلى صحافيين ومراقبين وعلماء وجهات عرض وزوار. وسيتم نشر نحو 2800 من عناصر الشرطة والجيش لتأمين موقع المؤتمر، كما سيتم نشر 6300 آخرين في أرجاء باريس.