يبدو ان الوقت بدأ ينفد للتوصل الى اتفاق بشأن المناخ في الوقت الذي دخلت فيه محادثات مؤتمر الاممالمتحدة حول التغير المناخي اسبوعها الاخير في كوبنهاغن الاثنين, مع اعلان الصين انها لن تطالب بتمويل خفض انبعاثاتها الضارة. وقبل القمة الختامية التي سيحضرها نحو 120 من قادة العالم, حذرت استراليا من ان المحادثات يمكن ان تفشل, وذلك في الوقت الذي يستعد فيه الوزراء لاجراء جلسة مغلقة لمحاولة صياغة مسودة اتفاق. وبعد ان اصرت على انه ينبغي على الدول الغنية ان تدفع المزيد من الاموال للتوصل الى الاتفاق, قالت الصين انها لم تعد تتوقع من تلك الدول تمويل الجهود الصينية لمكافحة التغير المناخي. وصرح كبير المفاوضين الصينيين بشأن المناخ نائب وزير الخارجية هي يافي لصحيفة فايننشال تايمز ان "الصين لن تكون عائقا امام التوصل الى اتفاق". واضاف "اعلم انه اذا لم يتم التوصل الى اتفاق فان الناس سيقولون ان تلك غلطة الصين. هذه خدعة تلعبها الدول النامية. عليهم ان ينظروا الى موقفهم وعدم استخدام الصين حجة". واختلفت الصين والولاياتالمتحدة, اكبر ملوثين في العالم, بشأن قضايا رئيسية مثل كيفية تقاسم عبء خفض انبعاثات غازات الدفيئة وحول ما اذا كانت الدول الغنية تدين للدول النامية ب"دين المناخ". وصرح يافي للصحيفة الاميركية في العاصمة الدنماركية ان توفير "المصادر المالية لجهود الدول النامية (لمكافحة التغير المناخي) هو واجب قانوني". واضاف "ذلك لا يعني ان الصين ستاخذ جزءا من تلك الاموال (...) لا نتوقع ان تتدفق الاموال من الولاياتالمتحدة وبريطانيا (وغيرها) الى الصين". وتعهدت الصين بخفض انبعاثات الكربون لكل وحدة من اجمالي الناتج المحلي بنسبة 40 الى 45 بالمئة بحلول عام 2020. الا ان خبراء يقولون انه نظرا لتوقعات النمو الاقتصادي, فان انبعاثاتها يمكن ان تتضاعف. وقال رئيس الوزراء الاسترالي كيفن راد, الذين من المقرر ان يشارك في القمة الى جانب قادة اخرين من بينهم الرئيس الاميركي باراك اوباما, ان التوصل الى توافق يبدو صعبا. واضاف انه من الممكن جدا "وجود اراء متضاربة بين الدول النامية والمتقدمة (... ) ويوجد دائما احتمال الفشل". وقال راد انه سيلعب دور الوسيط في كوبنهاغن, مضيفا انه سيكون من الصعب التوصل الى حل وسط نظرا للتضارب الواضح في موقف الدول النامية والدول المتقدمة. واضاف في مقابلة مع سكاي نيوز "امامنا الكثير من العمل", داعيا الى "التوصل الى تسوية شاملة". والتقى نحو 50 من وزراء البيئة من الدول ال194 الموقعة على الاتفاقية الاطارية للتغير المناخي التي وضعتها الاممالمتحدة, بشكل غير رسمي في اول محادثات جدية الاحد. ويتعين على وزراء البيئة المجتمعين برئاسة الوزيرة الدنماركية السابقة كوني هيدغارد تحويل مسودة الاتفاق المناخي, التي تواجه الكثير من المشاكل, الى اتفاق تاريخي حول التغير المناخي يمكن ان يصادق عليه نحو 120 من قادة العالم الجمعة. ويؤكد العلماء ان العالم بحاجة الى تحرك سريع وجذري خلال السنوات العشر المقبلة حتى لا ترتفع حرارة سطح الارض بصورة تؤدي الى حدوث موجات من الجفاف والفيضانات والعواصف وارتفاع مستويات البحار, الامر الذي سيؤدي الى موجات من المجاعة والنزوح والفقر تصيب الملايين من البشر. واذا سارت الامور على ما يرام فان المؤتمر سيتوصل الى اتفاق تتعهد من خلاله الدول بخفض انبعاثات الكربون, وتحدد فيه اليات لتوفير مليارات الدولارات لمساعدة الدول الفقيرة الاكثر عرضة للتغير المناخي. وقال وزير الدولة لشؤون البيئة الفرنسي جان لوي بورلو ان هناك رغبة واسعة للحيلولة دون انتهاء القمة دون اتفاق. وصرح "لا نريد ان نندم في يوم من الايام باننا ضيعنا فرصة استثنائية وسمحنا للخوف بالانتصار".