كشفت شركة «نجم» لخدمات التأمين، على لسان نائب رئيسها لشؤون العمليات إبراهيم أبو شرارة، عن إحصاءٍ حديث يشير إلى رصد حادث مروري في المملكة كل 30 ثانية، في وقتٍ أفاد عضو اللجنة الأمنية في مجلس الشورى، الدكتور محمود البديوي، بوفاة 21 شخصاً يومياً في البلاد بسبب الحوادث. وأفصح إبراهيم أبو شرارة، خلال مشاركته أمس في ثاني أيام ملتقى السلامة المرورية الثالث المقام في المنطقة الشرقية، عن تسجيل ساعة «نجم» الرقمية المسؤولة عن رصد أعداد الحوادث المرورية أكثر من 3 آلاف و300 حادث في المملكة «خلال الساعات ال 24 الأخيرة» بواقع حادث كل 30 ثانية. ولفت إلى توجُّهٍ لدى شركة «نجم» لنشر الساعة الرقمية على موقعها الإلكتروني «ليترك ذلك أثراً لدى كل من يتعامل مع الموقع أو التطبيق الإلكتروني الخاص بالشركة». وربط أبو شرارة بين انخفاض عدد مرات نزول المحقِّقين إلى الميدان وتحميل 1.5 مليون شخص تطبيق «نجم» على هواتفهم الذكية، ملاحظاً في سياقٍ منفصل أن الربط الإلكتروني بين شركات التأمين بات أكثر سرعة وقدرة على إنجاز معاملات المواطنين والمقيمين. ويتيح تطبيق «نجم» إرسال معلومات كاملة عن الحادث والمركبة المتضررة إلى الشركة. من جهته؛ أشار العضو في «الشورى»، الدكتور محمود البديوي، إلى دراسات تفيد بوفاة شخص في المملكة كل 70 دقيقة بسبب الحوادث المرورية بمعدل 21 وفاة يومياً و7661 وفاة سنوياً. ونبَّه إلى ارتباط هذه الأرقام بأعداد القتلى وقت وقوع الحوادث، لافتاً إلى احتمال زيادة عدد الضحايا لاحقاً إلى 100% ممن تعرَّضوا للحادث. وذكَّر الدكتور البديوي، خلال مشاركته في الملتقى، بشغل المملكة المركز الأول عالمياً في عدد وفيَّات الحوادث المرورية. وشدَّد على حتمية تكامل الجهود بين كافَّة الجهات الحكومية والخاصة لتقليل الحوادث وتخفيفها وتوعية المجتمع بأهمية تجنُّبها، مطالِباً برسم استراتيجية وطنية للسلامة المرورية، وإعداد خططٍ قصيرة وطويلة المدى على أساس علمي ومهني، وتطوير سُبُل وآليات تعليم القيادة للرُقيّ بمخرجاتها، مع جعل الطرق أكثر أماناً لمستخدميها من المشاة عبر توفير مزيدٍ من التسهيلات اللازمة للحدِّ من حوادث الدعس. وحدَّد عضو «الشورى»، في ورقة عمل قدَّمها للمشاركين، عدداً من أسباب وقوع الحوادث المرورية، وأهمها استخدام الهاتف أثناء القيادة، والسرعة الزائدة، والتهوُّر، وقطع الإشارة، وعدم التقيُّد بإشارات المرور وغيرها من المخالفات. وطالب بتشديد العقوبات وفرض غرامات مالية مرتفعة على السائقين المخالفين للنظام ومن يقودون سيارات تتعرض لأعطال خطيرة. واقترح فرض مزيدٍ من الضوابط القانونية على امتلاك وترخيص قيادة المركبات، وقيام الجهات المعنيَّة بدراسة وتقييم قوانين وأنظمة المرور المعمول بها «بما في ذلك مراجعة العقوبات والأحكام القضائية والمخالفات لردع مرتكبي الأفعال التي تشكِّل خطورة على مستخدمي الطرق، والعمل على فرض مزيد من الرقابة والضبط المروري». ودعا في الوقت نفسه إلى ترسيخ مفهوم السلامة المرورية في مناهج التعليم العام والخاص ومقررات الكليات والجامعات، إضافةً إلى تفعيل دور المسجد في نشر ثقافة السلامة المرورية. إلى ذلك؛ شارك فريق سفراء السلامة المرورية التطوعي في الشرقية في جلسات ملتقى السلامة ومعارضه. ويرفع الفريق، الذي يضم عدداً من الشباب السعوديين المتطوعين، شعار «القيادة أمانة فلنجعلها آمنة» وفق رؤية عنوانها «شوارع آمنة لمرتاديها وسائقي مركبات مدركين لأصول السياقة الآمنة». وأفاد رئيس الفريق، عثمان الغامدي، بسعي الأعضاء إلى المشاركة في كافة الفعاليات والأنشطة التي تُنظَّم في المنطقة وخارجها بهدف توعية المواطنين والمقيمين عموماً والشباب خصوصاً بخطر السرعة والتجاوز الخاطئ والتهوُّر والتفحيط. وبيَّن أن 30 شاباً متطوعاً في الفريق يقدِّمون مقاطع سينمائية عبر موقع «يوتيوب» تجمع بين العرض الجذاب المشوِّق والإرشادات المستهدِفة تلافي سلوكيات عدم المبالاة أثناء القيادة والانشغال بغير الطريق. ودعا الغامدي كافة الفرق التطوعية إلى الإسهام في إيصال رسائل السلامة المرورية إلى كافة شرائح المجتمع للحدِّ من الحوادث. ويضمُّ ملتقى السلامة المرورية الثالث 24 معرضاً تشارك فيها مؤسسات حكومية وخاصة، وبلغ عدد زوارها خلال اليومين الماضيين نحو 1000 زائر، فيما تنتهي فعاليات الملتقى اليوم. وتتناول فعاليات الأربعاء محور «الشباب والسلامة المرورية.. الإمكانيات والتحديات» في جلسةٍ يرأسها أمين الشرقية، المهندس فهد الجبير، ويحاضر فيها وزير الصحة، المهندس خالد الفالح؛ إذ سيتحدث عن دور الوزارة في علاج مصابي الحوادث ورؤيتها وخططها المستقبلية، بينما يتحدث وكيل وزارة التعليم، الدكتور محمد العوهلي، في الجلسة ذاتها عن دور الوزارة في تفعيل الالتزام بأنظمة السلامة المرورية بين الشباب. وإضافةً إلى الوزير الفالح والعوهلي؛ يشارِك محاضِران آخران هما مدير المرور، اللواء عبدالله الزهراني، الذي سيتحدث عن دورة الإدارة العامة للمرور في تحقيق السلامة، ومساعد قائد شرطة دبي، اللواء المهندس محمد الزفين، الذي سيسلِّط الضوء على تجربة إمارة دبي في الضبط المروري وتقليل الحوادث. وكانت جلسات اليوم الثاني شهِدَت تطرُّق المدير التنفيذي للسلامة والأمن الصناعي في شركة «أرامكو السعودية»، المهندس بدر القدران، إلى دور الشركة في تحسين السلوك المروري لدى الشباب، فيما قدَّم البروفيسور في جامعة ماساتشوستس الأمريكية، دونالد فيشر، شرحاً عن تعليم السائق المبتدئ، أما البروفيسور نضال الرطروط والدكتور يزن عيسى فتحدثا عن العلاقة بين عمر السائق والحوادث ودور مدارس تعليم القيادة في المملكة.