كشفت شركة أرامكو السعودية عن تخصيصها نصف بليون ريال لتعزيز السلامة المرورية، منها 200 مليون للأعوام الخمسة المقبلة، وذلك بعد أن اعتمد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، الخطة الاستراتيجية لمبادرة لجنة السلامة المرورية، التي تمتد في نطاقها الزمني إلى 10 أعوام، مؤكدة أن حوادث الطرق تتسبب في وفاة 25 شخصاً يومياً، بمعدل حالة وفاة كل ساعة، وخسائر في اقتصاد الوطني تقدر ب21 بليون ريال سنوياً. وقال رئيس «أرامكو السعودية» أمين الناصر: «استثمرت الشركة نحو 300 مليون ريال حتى الآن»، مشيراً إلى أنه منذ أطلقت «أرامكو» مبادرة السلامة المرورية عام 2009، باعتباره برنامج استرارتيجي ضمن برامجها للمواطنة، فإن الجهد والعمل يتوسعان ويتصاعدان باستمرار، فشملت إسهامات الشركة خلال الفترة الماضية، تطوير استراتيجية السلامة المرورية بمحاورها الأربعة الأساس، وتضم التعليم والتوعية، والضبط المروري، وهندسة الطرق، والاستجابة للطوارئ، والإسهام في تنفيذ هذِهِ الاستراتيجية والمحاور، والإشراف على أمانة اللجنة، بما في ذلك التنسيق معَ جميع الجهات المعنية من مؤسسات حكومية وشبه حكومية وخاصة. وطالب الناصر أمس، خلال افتتاح ملتقى ومعرض السلامة المروية الثالث في الدمام، بتبني خطة ورؤية جديدة لخفض نسبة الحوادث السنوية في المملكة بنسبة 10 في المئة سنوياً، للوصول إلى المعدل العالمي بنهاية 2017، وإلى المعدل السائد في الدول المتقدمة اقتصادياً بحلول عام 2021، في ظل توقعات بارتفاع عدد سكان المملكة إلى 35 مليون نسمة. من جهته، أبدى أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف تفاؤله بإمكان تغيير السلوك المروري السلبي، من تهور إلى رقي في القيادة حتى تصبح الشوارع آمنة. وأشار في كلمة ألقاها إلى «ضرورة تحول الحديث والبحث في السلامة المرورية، من مجرد رفع نسبة الوعي والتوعية إلى طرق وآليات لتغيير سلوك السائقين»، موضحاً ما أسفرت عنه الحوادث «من نتائج وخيمة، سواءً في الوفيات أم الإصابات أم الهدر الاقتصادي، ما يتطلّب العمل وبكل جد للوقوف على متطلبات السلامة المرورية وتقنينها بشكل علمي مدروس، لتحقيق النتائج المرجوة منها في خفض الحوادث المرورية وتعديل السلوك المروري». وذكر أن المنطقة الشرقية «خطت في مجال السلامة المرورية وتجاوزت مرحلة التوعية إلى البدء في تنفيذ برامج واستراتيجيات عدة، تشمل مختلف الشرائح إذ أسست لجنة السلامة المرورية في المنطقة وتبنت استراتيجية طموحة طويلة المدى، وتأسيس الجمعية السعودية للسلامة المرورية في المنطقة، وكرسي أرامكو السعودية للسلامة المرورية، وإطلاق برنامج البكالوريوس لهندسة المرور والنقل في جامعة الدمام، وكذلك إطلاق جائزة المنطقة الشرقية للسائق المثالي»، مطالباً الجميع بالدعم والرعاية لمثل هذه المبادرات والتعاون المثمر، «لأن النفس البشرية أمانة في عنق الجميع، وهذا لن يأتي إلا بالعمل وسن التشريعات»، داعياً إدارة المرور إلى «النظر في ردع كل مستهتر لتلك الأنظمة». من جهته، لفت مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش إلى أن إحصاءات الإدارة العامة للمرور في المملكة، تشير إلى أن فئة الشبان هم الفئة الأكثر تضرراً، إذ يشكلون ما نسبته 75 في المئة من عدد المتوفين بسبب حوادث المرور، «وتؤكد ذلك الأرقام والنسب الصادرة عن لجنة السلامة المرورية في المنطقة الشرقية، ولهذا السبب رأت الجامعة والجمعية السعودية للسلامة المرورية، أن يكون عنوان الملتقى الثالث للسلامة المرورية (الشباب والسلامة المرورية)، تأكيداً على دورهم المحوري وكونهم الأكثر تأثيراً وتأثراً بقضايا السلامة المرورية، وضرورة أن يقوموا بدورهم في الوقاية وتحمل مسؤولية الحد من حوادث المرور جنباً إلى جنب مع الجهات الرسمية واللجان والجمعيات الفاعلة في قضايا السلامة المرورية». وأوضح الربيش أنه خلال الأسبوع الماضي تم على هامش الملتقى عقد ورش عمل مصاحبة للطلاب عن القيادة الآمنة، شارك فيها أكثر من 500 طالب، وورشه أخرى لطالبات بعنوان (كيف تكوني راكبة إيجابية)، استفاد منها 300 طالبة ومعلمة. وأضاف أن «الملتقى تلقى نحو 155 ملخصاً بحثي، ولحرص اللجنة العلمية للملتقى على جودة البحوث وعلاقتها المباشرة بموضوع الملتقى ومحاوره، تم قبول 23 بحثاً كاملاً تم تحكيمها بشكل علمي دقيق لمناقشتها في جلسات الملتقى وتضمينها في كتيّب أبحاث الملتقى، وعرض 10 محاضرات متخصصة لمتحدثين رئيسين لعرض تجارب تطبيق تغير سلوك الشبان نحو القيادة الآمنة». 10635 مصاباً ومتوفى في حوادث العام الماضي أكد المدير العام للإدارة العامة للمرور اللواء عبدالله الزهراني أن الحوادث المرورية «أصبحت مشكلة عالمية تعاني منها الدول كافة، وتستنزف الأرواح، خصوصاً فئة الشبان»، مشيراً إلى أن إحصاء الحوادث المرورية خلال العام الماضي «سجلت وفاة 2599 شخصاً، وإصابة 8036، غالبيتهم من الشبان، مؤكداً العمل على إعداد خطة استراتيجية وطنية للسلامة المرورية، ستسهم في تحقيق انخفاض كمي ملموس في الخسائر البشرية والاقتصادية لحوادث المرور، وفي تحسين سلوك سائقي المركبات على الطرق للأعوام المقبلة، وتعزيز المكتسبات الوطنية ومواكبة التطورات العالمية المتسارعة في هذا المجال». وأضاف اللواء الزهراني «إن إدارة المرور تعمل على تنفيذ الخطط المرورية المعتمدة، مراعين في ذلك هندسة العمل المروري ميدانياً وتنظيمياً وتخطيطياً، لكي تتحقق التغطية المرورية المثلى للمواقع كافة، والانتقال السريع إلى مباشرة الحوادث وفرض هيبة النظام، وفي تقليل فرص ارتكاب المخالفات المرورية، مستفيدين في ذلك من تقنيات الرصد الآلي والذكاء الاصطناعي المتاح».