أجمع فنانون ومثقفون سعوديون على تميز الراحل الفنان عبدالله الربيع بملكات فنية وإنسانية صنعت له صورة مؤثرة في الوسط الفني لأكثر من ثلاثة عقود. ونوّه الفنانون والمثقفون بالطاقة الإبداعية التي كان يختزنها، إلا أنها لم تُستغلّ على النحو الكافي. وكان الفنان الربيع قد انتقل إلى رحمة الله، الأسبوع الماضي على إثر أزمة قلبية. وقال المخرج رضوان القرقاري إن عبدالله الربيع كان فنانا خلوقا ووطنيا مخلصا ومحبوبا من الجميع، أول ما رأيته كان في مسلسل «ارتوت النخيل»، وكنت آنذاك مساعد مخرج، ثم كان بطلا للأعمال التي أخرجتها لتليفزيون الدمام وأهمها «خزنة» و«عائلة أبوكلش» و«حامض حلو» و«النافذة الصغيرة» و«مواقف رمضانية» و«مشكلة ورأي». وأضاف القرقاري بأن الراحل فنان لا يعوض. ومن جهته قال صالح بوحنية رئيس فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام سابقا إن الفقيد ممثل متميز وأخ كريم في الأخلاق ومرب في التعليم. كل هذه الصفات تتجلى فيه. وأضاف عرفته أولاً في مسرحية «الأيتام» عام 1397 كما عمل في مناصب إدارية في الجمعية. وفي الفترة التي عمل فيها مديرا للأنشطة كانت مزدهرة ومتميزة، وقد مارس العمل الإداري بحب وأخوّة مع الزملاء العاملين معه بالجمعية وحتى بعد انتها ء عمله ظل محتفظا بعضوية الجمعية وملتصقا بها. وأبّن المخرج عبدالخالق الغانم الربيع، وقال «من خلال تعاملي معه في مسلسل «مجاديف الأمل».. عرفته عن قرب إنساناً تميز بالإخلاص والأدب والتعاون.. كان فنانا عفويا.. فنانا كبيرا، شعبيا يصلح للأعمال الشعبية، أول عمل جمعني به قبل 25 سنة سهرة «غواصين القرن العشرين» مثّل فيه مع عبدالمحسن النمر وسمير الناصر. وأدّى دور نوخذة. أما التشكيلي عبدالرحمن السليمان فيصف مسيرة الربيع بأنها مليئة بالعطاء والإنتاج. وأضاف: عرفته في وهج الأنشطة الفنية بالمنطقة، كان هناك علاقة قوية بين جمعية الدمام والأحساء، وكان عبدالله في وهجه، عندما شارك في بعض الأعمال المسرحية. وكان لي موقع إداري في جمعية الدمام وكنت أكتب وأتابع النشاط المسرحي والفني بشكل عام، وقد وجدت عبدالله أحد النماذج المخلصة والمهمة والجادة والعاملة في المجال الفني. ويؤكد الفنان سمير الناصر أن الربيع جمع الجمال في المسرح والشاشه معاً. تعرفت عليه عندما قدم لتليفزيون الدمام وعمل في مسلسل «وارتوت النخيل» في أوائل التسعينيات الهجرية، واشتركنا معاً في أعمال كثيرة أنتجتها محطة تليفزيون الدمام. وكان يحمل روح المعلّم في أدائه متأثراً بمهنة التدريس التي مارسها. وبدوره وصف المخرج عبدالرحمن الحمد الفقيد بالإنسان الجميل، وأنه طاقة فنية يملأ دوره من روحه وقدرته في التمثيل، وهو فنان بمعنى الكلمة. أول مسرحية له كانت «عقاقير وعقارات» في 1398/1978 وكان هو بطلها وأنا كاتبها، وأخرجها زغلول الصيفي. وفي هذه المسرحية لفت أنظار المهتمين بالدراما فأسندت إليه بطولة مسرحية «الأيتام».