استأنفت قوى الحراك الجنوبي في اليمن فعالياتها الاحتجاجية المطالبة بالانفصال عن الجزء الشمالي من البلاد، وذلك في أكثر من محافظة بالتزامن مع تسلم الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي السلطة من سلفه علي عبد الله صالح. ورغم إعلان هادي في خطابه ليلة انتخابه أن قضية الجنوب ستكون إحدى أهم أولوياته وسيعمل على حلها بالحوار مع جميع القوى الفاعلة في الساحة الجنوبية، إلا أن غالبية فصائل الحراك الجنوبي ترفض أي حوار مع الرئيس الجديد وتدعو صراحة إلى الانفصال وإعادة دولة الجنوب السابقة. وخرجت أمس الإثنين، مظاهرة حاشدة في محافظة الضالع، التي تعد إحدى أكثر المحافظات الجنوبية التي ينشط فيها الحراك، حيث أحرق المتظاهرون صحيفة «أخبار اليوم» لأنها، حسب زعمهم، تقوم بحملة تضليل إعلامي ضد قضية شعب الجنوب. وكان الجناح المسلح للحراك قد طرد اللجان الانتخابية وقطع الطرقات ومنع صناديق الاقتراع من الوصول إلى المديريات المستهدفة مما تسبب في عدم إجراء الانتخابات في نصف محافظة الضالع. بدوره، قال القيادي في المؤتمر الشعبي العام بالضالع خالد الحدي، إن هناك مجموعات كبيرة من المسلحين التابعين للحراك موجودون في الضالع، وتابع: «لوحظ خلال الأيام الماضية ظهور كميات كبيرة من الأسلحة في المحافظة»، محمِّلا الأجهزة الأمنية مسؤولية عدم القدرة على تأمين العملية الانتخابية رغم اعترافه بصعوبة المهمة. وفي محافظة أبين التي ينتمي لها الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي خرجت مظاهرة حاشدة بمديرية مودية للاحتفاء بنجاح الحراك في إفشال الانتخابات في الجنوب. وأكد المتظاهرون، في بيان صدر عنهم، ضرورة تمسك قوى الحراك الجنوبي بالنضال السلمي كخيار أساس مع الاحتفاظ بحق الدفاع عن النفس وتفعيل الاحتجاجات، واستنكروا استمرار ما أسموه الحرب العبثية التي طالت الآمنين بمدينة زنجبار الواقعة تحت سيطرة القاعدة، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذه الأعمال. وفي محافظة لحج تظاهر أنصار الحراك في أكثر من مديرية للتضامن مع رفاقهم في محافظات جنوبية قالوا إنهم يواجهون حملات أمنية كما في مدينة عدن والمكلا. وفي محافظة عدن شهدت مدينتي الشيخ عثمان والمنصورة فجر أمس الإثنين، مواجهات بين مسلحي الحراك وقوات الشرطة العسكرية المرابطة في عدد من أحياء المدينتين. وأثارت أصوات الاشتباكات وإطلاق الرصاص العنيف والمتواصل لمدة ثلاث ساعات، هلع سكان مدينة عدن بعد محاولات من قوات الشرطة العسكرية اقتحام ساحة يتجمهر فيها أنصار الحراك منذ أشهر ويقطعون طريقا رئيسا فيها، فشلت القوات الحكومية في فتحه. واعتلى مسلحو الحراك أسطح منازل مجاورة للساحة ونصبوا أسلحة رشاشة متوسطة على شرفات البيوت المطلة عليها، إضافة إلى انتشارهم في أكثر من حي سكني في المدينة استعدادا لمواجهات مع القوات الحكومية. وشوهدت قذائف آر بي جي ورشاشات متوسطة مع عناصر الحراك الذين استهدفوا آلية عسكرية في المنصورة فجر الإثنين مما أدى إلى إعطابها. ووزع مسلحو الحراك منشورات دعوا فيها قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء مهدي مقولة، وهو أحد المقربين من الرئيس السابق صالح، إلى مغادرة الجنوب هو ورفاقه من الضباط والقادة العسكريين الذين ينتمون إلى شمال اليمن. وحذرت منشورات الحراك، التي اطّلعت «الشرق» على إحداها، من أسمتهم «قادة الاحتلال» من أيام سوداء في حال رفضوا مغادرة الجنوب وقرروا المواجهة المسلحة. وقال أحد المسلحين الذين ينتمون للحراك ل»الشرق» إن «قوات الاحتلال» هي من تقتل أبناء الجنوب في بلادهم، واعتبر ما يقومون به دفاع عن النفس وليس اعتداء على أحد، وهذا مكفول حسب قوله في كل مواثيق وشرائع العالم.