أسفر استطلاع ميداني على محلات التسجيلات الإسلامية عن إقبال كبير للشباب على «سي ديهات» الأناشد والشيلات الإسلامية، وإقبال نسائي على «خواتم التسبيح» الذي يرى الكثيرون أنها تقوم مقام «السبحة» في إحصاء ما قمن به من ذكر وتسبيح، ولكن رغم هذا الأقبال الكثيف فإن القائمين على هذه المشاريع يشكون من ضعف العائد المالي الذي جعل الناس يهربون من أسواقها خوفاً من الخسارة. - فقد طالب بعض العاملين بهذه المحلات بأن يكون لمثل هذه المشاريع دعم خيري. حيث قال وليد سيف عبدالخالق الشميري مسؤول الطلبات والتوزيع الخيري في تسجيلات النهرين الإسلامية ويعمل في محلات بيع التسجيلات الإسلامية منذ أكثر من ثماني سنوات إن أشرطة القرآن الكريم والمحاضرات الدينية في ركود ولا يوجد عليها إقبال كبير وأن الإقبال أصبح على cd، وأكثر ما يباع هي سيديات الشيلات والأناشيد الإسلامية من قبل الشباب والفتيات - سيديات ال mb3 لأن تسجيل المصحف كاملاً يأتي عليها ولا يحتاج المستمع إلى عدد كبير من السيديات. أما المحاضرات والوعظ فالإقبال عليها ضعيف جدا والسبب في ذلك يعود إلى الانترنت لأن الناس أصبحت تستمع إلى الوعظ والمحاضرات الدينية من خلال مواقع الانترنت وهذا ما يجعلنا نسوق الأناشيد والشيلات ونربح في بيعها لأنها لا تنتشر في الانترنت قبل تسويقها في المحلات. وعن أقبال النساء يذكر الشميري أن أقبالهن يكون كبيرا جداً على التسجيلات الإسلامية الموجودة في الأسواق ودائما ما يبحثن عن خواتم التسبيح وأشرطة المحاضرات والوعظ الدينية، وعن الملصقات التي تحمل الأذكار والتسبيح قال نجد أرباحا عليها، خاصة وأن عليها إقبالا من جميع شرائح المجتمع، وعادة نبيعها بكميات عالية، ومن النادر جدا أن يأتي الينا زبون ويشتري عددا قليلا لأن الناس تعتبرها فعل خير وتذكيرا للناس بذكر الله عز وجل خاصة عندما يقومون بلصقها في الأماكن العامة. - أما وهيب صالح أحمد بائع في شركة اليقين للتسجيلات الإسلامية قال إنه يعمل في مجال التسجيلات الإسلامية ما يتجاوز السنوات العشر وسعيد جداً بهذا العمل ولن يقبل بغيره من الأعمال لأن عمله يعتبره دعوة إلى الله عز وجل وأن الشركة التي يعمل لديها تنتج الأشرطة والسي ديات التابعة للشيخ عائض القرني والشيخ سعيد بن مسفر والشيخ نبيل العوضي وهي من أكثر الأشرطة مبيعات، وأن السي ديات هي الأكثر بيعا في الوقت الحالي ولم يعد هناك أقبال كبير على الأشرطة لأن مسجلات السيارات الحديثة لا تعمل فيها الأشرطة وإنما مخصصة لسي ديات وبسبب ذلك فإن سعر السي ديات مرتفع، يتراوح ما بين عشرة ريالات إلى خمسة عشر ريالا أما سعر الشريط فلا يتجاوز خمسة ريالات. وإنهم يجدون إقبالا كبيرا على تسجيلات الشيلات والأناشيد من الشباب فقط، أما الفتيات فإقبالهن على خواتم التسبيح فقط. ويلاحظ صالح أن الإقبال كبير جداً على التسجيلات الدينية والمحاضرات التي يقوم بها الشيخ صالح المغامسي والشيخ محمد العريفي والشيخ نبيل العوضي. كما ذكر أن الإقبال التجاري على المشاريع المتعلقة بالتسجيلات الإسلامية لنشر الدعوة ضعيف جدا لأن أرباحها ضعيفة جداً وغالبا ما يهرب الناس من مثل هذه المشاريع لأن أرباحها غير مثمرة، لذلك نأمل من الجهات الإسلامية وأهل الخير دعم مثل هذه المشاريع الخفيفة. - وقال أبو بكر محمد محسن أحد «الزبائن» الذين وجدناهم في أحد محلات التسجيلات الإسلامية أنه يبحث عن كل جديد في الشيلات والأناشيد الإسلامية خاصة التسجيلات التي يقوم بها المنشد مشاري العفاسي لأنه يمتاز بنبرة صوت وأداء جيد ولم ينكر سماعة للأغاني حيث ذكر أنه في أحد الأيام كان يستمع لأحدى الإذاعات الغنائية وسمع فيها إعلان لأناشيد وشيلات إسلامية فشده الإعلان وجعله يبحث عن هذه الشيلات ويتعلق بها. - كما وجدنا إحدى السيدات التي رفضت ذكر اسمها وقالت إنها ترتاد محلات بيع التسجيلات الإسلامية لشراء خواتم التسبيح وتقوم بشراء كميات كبيرة منها لتوزيعها على صديقاتها وأقاربها كهدايا، ولتحثهم على التسبيح والذكر. الحكمي: بيع التسجيلات الإسلامية عمل دعوي * * وقد انتقلت «المدينة» بحصادها في عالم التسجيلات الإسلامية إلى معالي الشيخ علي بن عباس الحكمي لتبيان جواز استخدام هذه الوسائل الجديدة والتي قد تعتبر تطويرا للسبحة المعروفة - من عدم جوازها - فأوضح معاليه بأن استخدام خواتم التسبيح التي توضع على الإصبع وتحصي العدد أن كان الغرض منها هو أحصاء العدد فقط فلا بأس في ذلك، وأن الأصل في الذكر والتسبيح أن يكون قلب الإنسان وذهنه حاضرين ومتعلقين بربه، فربما الإنسان قد يغيب عن ذهنه العدد ويستعين ببعض ما يستطيع أن يحصي له العدد فلقد كان بعض السلف يستعين ببعض الأحجار والنوى ليحصر ما يذكر من الذكر والتسبيح، كما أن المشروع الذي ورد هو الاستعانة بالأصابع فالرسول صلى الله عليه وسلم قال لإحدى أمهات المؤمنين عندما كانت تستعين بأحد الأحجار: (أعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات ومستنطقات) فالأنامل هي الأصابع فاستعمال العضو سواء كان الإصبع أو اللسان في العبادة هو الأفضل ويزيد الأجر، وفيها خير كبير؛ لأن فيه استخداما للطاعة لأنها مستنطقات تسأل وتشهد له أو عليه كما ورد في قوله تعالى « يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» وفيما أعلم أنه لا يوجد هناك مانع في الاستعانة بالأحجار أو النوى أو ما شابه ذلك وما ينطبق عليها ينطبق على خاتم التسبيح إذا كان المقصود فيه فقط هو إحصاء ما ذكره الذاكر أو المسبح من ذكر وتسبيح أما إذا كان المقصود منه بدعة جديدة أو شيء آخر فلا يجوز، أما من يستخدمه في الإحصاء لما ورد في النصوص الشرعية على فترات متقطعة كمن يستغفر الله عز وجل خمسين مرة في الصباح ويحتفظ بالخاتم في مكان ما إلى أن يكمل الخمسين مرة الباقية في وقت آخر فلا بأس في ذلك، أما من يستخدمه في أعداد كبيرة وفي الزيادة عن الأعداد المشروعة فهو غير مشروع. وقال معاليه من يعمل في تجارة التسجيلات الإسلامية وكل ما يحث على الخير ويقوم بفتح محلات لبيعها فهذا نوع من أنواع الدعوة إلى الله، وإذا اتجه الإنسان إلى التجارة في هذا الجانب والبحث عن الربح فالأصل في ذلك مباح لأن هذا المشروع التجاري يأخذ من وقته وماله، وإذا نوى مع تجارته هذه نشر الدعوة إلى الناس وحثهم على الخير والعمل الصالح فهو مأجور على ذلك وله خير كبير، أما إذا لم يحصل على الربح وخشي على نفسه الخسارة وتوقف فلا ضير عليه في ذلك .