تنافس الأسواق المتجولة في المنطقة الشرقية المجمّعات التجارية، وتوفر للزبائن ماركات عالمية بأسعار تقل عن المعروضة في المجمعات، ويصل الفارق إلى نحو 150 ريالاً. وترتاد سوق السبت مئات النساء كل أسبوع، قادمات من أم الساهك والجبيل الصناعية، ويقطعن مسافة كيلومترات طويلة لأغراض مختلفة، وعرفت مجموعة من النساء في صفوى بهوس سوق السبت. ويسبق تجار الأسواق المتجولة أصحاب المحال في توفير ماركات تجارية، مثل ماركة جيمبوري الأمريكية، التي عرفها زوار الأسواق في المنطقة الشرقية منذ أكثر من عامين، فيما افتتحت لها محلات في الشرقية هذه السنة فقط. ويجد المتسوقون في سوق السبت في مدينة صفوى بمحافظة القطيف ملابس من ماركات مشهورة مثل (زارا، غاب، مذركير، لاسنزا)، ويأخذها الباعة من التصفيات الشاملة من المملكة أو من خارجها، وهذه البضاعة تحديدا تنقض عليها النسوة قبل نفاذ المقاسات المناسبة لهن أو لأطفالهن. يصطف البائعون القادمون من مناطق متعددة وعمالهم بمحاذاة الممرات المصطنعة وقتيا، وتعود خبرة التجار الشباب أو الشيب بالأسواق المتجولة لأكثر من 23 سنة، لخدمة الزبائن في ذات الأماكن كل أسبوع؛ ليسهل على الزبائن تمييزهم، عارضين أنواعا غير محصورة من البضائع، أهمها الملابس والأحذية، وتتصل لتكون شريطا متنوعا من المستلزمات المنزلية، الأجهزة الكهربائية، والإكسسوارات وعدة الزينة والعطور، والمواد الغذائية، حتى الخضروات الطازجة لها مكانها في سوق السبت حتى الطيور، حتى شرائح الاتصالات وأجهزة الموبايل. وتتدرج المستويات العلمية للبائعين بين الأمية والابتدائية إلى الثانوية والبكالوريوس، ولا تمنع الوظائف التعليمية لبعض البائعين أصحابها من الرغبة بزيادة الدخل فيفرشون بسطاتهم في الأسواق المتجولة وينادون على الزبائن بأسعارهم الزهيدة. ويحتاج المقبل على البيع في الأسواق المتجولة رأس مال لا يتعدى العشرين ألف ريال. يعرض يوسف اللباد تجربته “احتجت 15 ألف ريال لاستقدام البضاعة بالإضافة إلى مولد الكهرباء، وراتب العامل البالغ 900 ريال، ونعتبر في النهاية موظفين بدوام ثابت يوميا وساعات عمل معروفة، وسوق السبت بصفوى أول محطة في الأسبوع، ونبدأ مشوارنا المختلف من بائع لآخر فننتقل للخويلدية، سنابس، والمنيرة، والمحدود، والسويكة، والعوامية، والخامسة، وسيهات، وأم الحمام، والمزروع، والناصرة، و العزيزية. ويتراوح الربح الشهري للبائعين بين 3-4 آلاف ربما تصل إلى 10 أو 15 ألفا، يحكي العم (أبو حسين) بائع الخواتم عن بضاعته “الأحجار الكريمة لها أسعار عالية، فأنا أسافر لليمن وإيران فقط لأميز بضاعتي، لذلك ربحي الشهري يصل إلى عشرة آلاف ريال”. ويحكي علي الربح، بائع “ورق العنب والكشري” الحاصل على شهادة بكالوريوس في “هندسة الميكانيكا” كيف يزيد دخله عن ال 15 ألفا في الشهر، وقال: “بعد أن خسرت وظيفتي لم أجد بدا من دخول عالم التجارة، يبدأ يومي في الخامسة صباحاً بتوصيل المعلمات والطلبة، وأعود للمنزل في الواحدة ظهراً، أبدأ بتوزيع وقتي على الأربع بسطات التي سأزورها، وأنتهي في الثامنة مساء، وحين أعود أبدأ بتجهيز أطباقي لأبيعها في الغد”. المتسوقون والباعة في السوق