كثيراً ما أربط أحداثاً بأشخاص، ورموزاً بشخصيات، ففي ذكرى اليوم العالمي للجودة في التعليم، أذكر سيدي صاحب السمو الملكي الأمير: خالد الفيصل حفظه الله، فأراه والجودة توأمان أينما يكن تتحقق.. لن أتحدث عن شخصيته القيادية الناجحة، فشخصية عظيمة مثل خالد الفيصل تجف الأقلام وهي عنه تتحدث، ويحار الفكر بأي جانب منه سيبدأ، لكنني سأذكر مقولة له قالها في المؤتمر التاسع لوزراء التربية والتعليم في الدول العربية الذي أقيم في تونس يوم الأربعاء 29 – 7 – 1435ه الموافق 28 مايو 2014م «لقد أكدت نقاشاتكم في هذا المؤتمر قناعة راسخة لدي أن مشكلتنا في الوطن العربي تربوية قيمية أخلاقية، وأن المخرج الوحيد من هذا النفق هو في تجويد التعليم والعناية بمخرجاته، ولقد زادت هذه القناعة لدي بعدما استلمت زمام هذه المهمة في وزارة التربية والتعليم». نعم سيدي خالد فتجويد التعليم والعناية بمخرجاته من أهم العوامل للنهوض بالأمة والرقي بها لتعتلي قمم المجد والعلو بين الأمم، ومن أهم أسباب انخفاضها تدني نوعية التعليم وعدم العناية بتجويد جميع عناصر منظومته «المدخلات، والعمليات، والمخرجات»، فإذا تبنينا ثقافة الجودة ونفذناها في «المعلم، والمتعلم، والمحتوى التعليمي والبيئة التعليمية واستراتيجيات التدريس والأهداف التعليمية والمخرجات»، حتما سنصل لتحقيق رؤيتك سيدي صاحب السمو للرقي بالتعليم حين ذكرت «لن نحتمل أن تتأخر بلادنا عن موقعها الطبيعي ومكانتها العالية، لأن هذا جحود لديننا ولوطننا، والتعليم الراقي هو الذي سيثبت للعالم أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، ولا بد أن نرتقي بالجهاز التعليمي لأنه دون تعليم راق لن يحصل التقدم» وبدءاً بالعناية بالطفولة فالاهتمام بها في وطننا هو اهتمام بمستقبله «طفل اليوم سيكون هو القوي الأمين غداً، وسنفعل ما في وسعنا كي ننشئ أجيال الغد الأقوياء الأمناء، إننا جميعا مسؤولون عن التعليم» ومن أهم تحقيق معايير الجودة في التعليم هو الرقي بمستوى أداء المعلم «سنعمل جميعا ما في وسعنا للرفع من مستوى المعلمين والمعلمات، ليواكبوا النهضة التعليمية القادمة، وأن يكونوا في المكان اللائق بهم، وسنؤكد جميعا للعالم أن السعوديين قادمون»، كلمات قوية رنانة بصراحة شفافة كما هو معهود منه الجرأة في قول الحق.. «لا عذر بعد اليوم.. فإما نضيف أو نترك الفرصة لغيرنا، هكذا هو الوضوح في قول الحق «إما أن تتميز أو يأتي غيرك ليتميز».