دائماً هناك أُناس طماعون، ولا يهتمون سوى لأنفسهم. تجدهم ينهشون الآخرين، يقطعونهم لأجزاء، يجعلونهم مُفرغين، ناقصين، بائسين وأحياناً لا شيء فقط ليظهروا هم. إن البشر هؤلاء آكلون للبشر؛ حيث يستغلونهم لمصالحهم الشخصية، ويوظفوهم لتأدية مهامهم الاجتماعية. فتش وسط علاقاتك فَلابد أن تجد علاقة واحدة على الأقل نمت على مصلحة، ومضت على مصلحة، وانتهت على مصلحة عُظمى أنهكتك. فأولئك لا يتوددون إليك حُباً فيك، بل وداً لمصالحهم وحياتهم. لا بأس لديهم أن يفتروا عليك ليثبتوا صدقهم الكاذب لدى الناس، لا بأس لديهم أن ينسوا جميع عطاياك ويجحدوا كل الذي قدمت لهم لمجرد خطأ واحد بدر منك دون قصد، أولئك لم يُوجَدوا إلا ليكسروا أجنحة أحلامك، ويقتلعوا أساسها الذي نما فيك، ليس لشيء وإنما.. لأنك لم تخضع يوماً لمصلحتهم، ولم تكن نافعاً لمتطلباتهم، كأنك مجرد آلة تتلقى الأوامر لتنفذها. انتبه! ولا تكن يوماً عُملة يتداولها الناس فيما بينهم؛ يأخذون ما يصلح لهم منها ومن ثمَ يتركونها بلا حمد أو حتى شكور. مهما يكن لا تجعل عاطفتك الحمقاء تتغلب عليك، لا تخضع لمصالحهم؛ حتى لا تتأذى وتنقشع بذور الخير بداخلك، وتتهشم ذاتك، وتصبح كالحي الميت، حيث إنك تحيا جسداً وتموت روحاً من سوء ما رأيت. وأخيراً.. ليس البشر جميعهم كما نظن، لذا يجب علينا أن نمحو تلك الفكرة الحسنة العامة عنهم وأن ننظر لأصلهم، ومن المواقف فقط سنعلم ما يكنّونه في صدورهم لنا.