مسكينٌ أنتً يا وطني..! يُباركونً لكً في عيدكً وَ يَحتفلونً بكً وَ لا يَعلمون أنًكً مُنهك ب ال جراح ... أنهكتكً ال بطالة وَال فساد وَال فقر ال مُقنع ... أنهكك صراخ الأرامل وَال مطلقات من حقوقهم ال ضائعة ... أنهكك ال غلاء وَ إرتفاع الأسعار الذي ألهبً ساكنيك .. لا يعلمون أن بكً خوفٌ من أراضيك الشاسعة ال مُهملة التي لم يُكتب ل مواطينك أن يسكنوها ... أنهكتك عمالة متخلفة سرقت أجملً مافيك ... أنهككً ال بكاء على عقولك ال مهاجرة أو ال مُهجرة إن صح ال تعبير ... أنهكتك ال عنصرية وَال قبلية وَال طائفية التي تكاد تفتك ب أبناءك وَتفرق كلمتهم .... أنهكك ما يجره عليك بعض ال (حبربش ال مُتسعودين) وَ مسؤولي الدولة الذينً أهدوا ضمائرهم ل الشيطان .... أنهكك ال جري على ال كرسي وَال سباق الأزلي عليه .... أنهكك ال تشدد ال ديني وَالإفتاء ب لا معرفة وَب لا سبب ... أنهكك إعلاميين لا يريدونً من أخبارك سوى ال ظهور على همومك وَمثقفون لا يسعوون سوى إلى أمجاد شخصية على أكتافك يا وطني ..... رياضيون ينهشونً من مالك دون قيمة مُضافة وَلا مجد مزعوم سوى ال مزيد من ال ملايين ال مُهدرة .... أنهكتك ال رقابة ال مهاجرة ... أنهكتك صعوبة التفاعل وَالتعايش بينً أفراد مجتمعك مما يعكس الخوف داخله لأسباب نفسية كثيرة ... أنهكك إهمال التعليم وَال مباني ال متهالكة وَال سلامة ال مهنية وَالإنسانية وَال فكرية ... أنهكتك قضايا ال عنف الأسري ضد الأطفال وَال مرأة وَفي ال مدارس .... أنهكك إهمال قيمك الإجتماعية وَآثارك وَماضيك .... أنهكتك قضايا ال صحة وَالأخطاء ال طبية وَالفساد ال مهني .... أنهكتك قضايا ال ضمان الإجتماعي ..... وَمازلنا رغمً معاناتك وَمُعاناتنا معك نُدين لك ب المواطنة وَنعاهدك عليها وَنذوب في كل ذرة من ترابك ..... تظل ال وطن الذي يُهدينا الأمن وَالأمان ... تظل الأرض التي باركها رب ال عالمين وَدعا لها سيدنا إبراهيم مَحفوظة وَمباركة آمنة ب ال حرمين .... وَمازلت أردد يومك سعيد يا وطني... وَالسؤال الأهم في يوم الوطن هوَ : كيف نحب هذا الوطن..؟ فلا يكفينا أن نزايد ب الكلمات وَنرفع الشعارات أو نصطف في الطوابير أو نذبح المقالات وَتعلو أصواتنا ب القصائد .. الأهم هوً أن نعترف أنً بعض سلوكياتنا وَنظراتنا وَأفعالنا يجب أن تتغير ل نكون جديرين بحمل إسم هذا الوطن ... علينا أن نَعترفً انً الإنتماء ليس منه أو هبه نخلعها على من نُريد وَننزعها ممن لا نُريد بل يجب أن نُجذر هذا الإنتماء عبر الكثير من الاشياء وَأولها العمل الجاد وَالفكر المُنصف وَغرس روح المسؤولية عبر مراحله المتعدده .. لا يكفي ان نتباهى بأننا (خير أمه أخرجت للناس) وَفينا لا يزال للأسف من يخلط بينً عاداته وَتقاليده وَبينً الدين ليُلصقها به لتكون النظره في الأخير تهجماً وَنيلاً وَإساءه .. جميعنا نحب وطننا وَنفخر كل الفخر بأننا سعوديين .. إلا أن القليلين منّا يعرفون جيداً كيف يحبونه..! أن نحب الوطن لا يعني ذلك أن نجوبً الطرقات رافعينً علمه .. وَ لا يعني ذلك أن نصرخً معلنينً حبنا له لكن دون صوت .. حبنا لوطننا يبدأ من حبنا لذاتنا .. حبنا للوطن يعني أن نكون خيرً ممثلينً له داخل حدوده وَ خارجها .. حبنا له لا يعني التعالي على غيرنا بل يعني أن نكونً قادرين على نقش محبته في قلوب كل من حولنا دون أن يشعروا بإ نسيابها ... حب الوطن فعل أكثر منه قول .. عمل وَ ليس شعاراً ، بناءً وليس إدعاءً .. أحياناً نحب بعض الأشياء دون مبرر وَنقم لها الكثير دون مقابل لكن عندما يتعلق الأمر بالوطن فإن البعض ينتظر أن يقدم له وطنه كل إحتياجاته وَيعطيه الرفاهية وَالحياة الناعمة وَفي المقابل فإن أولئك الساعين خلف عطاء أوطانهم هم أول الهاربين من مسؤولياتهم تجاهها ... فلنحب وطننا بالطريقة الصحيحة ... لنحيا كراماً بأوطاننا لا على حساب أوطاننا...!