حذَّرت أستاذة علم النفس التربوي واختصاصية العلاج النفسي باللعب الدكتورة سهام بنت عبدالرحمن الصويغ، من خطورة الألعاب الإلكترونية على الأطفال، لكنها أكدت في الوقت ذاته على إيجابياتها، إذا ما تم تقنين الوقت الذي حددته بساعتين يومياً ومتابعة الطفل أثناء اللعب. وعن السلبيات، قالت إن استخدام الأطفال المفرط لها يسبب أعراض اضطراب الألعاب الإلكترونية، أو الإصابة بمرض الانهماك فيها، وبيَّنت أن الطفل قد يواجه أعراضاً انسحابية غير محسوبة في حالة الحرمان منها، بالإضافة إلى المحاولات غير الناجحة في التحكم في النفس من ناحية التوقف عن اللعب والحاجة الملحة في العودة إليها وفقدان المتعة والاهتمام بالألعاب والأنشطة الأخرى. جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقتها في فعالية نظمتها غرفة الشرقية بعنوان «الألعاب الإلكترونية وتأثيراتها» وحضرها عضوتا مجلس إدارة الغرفة سميرة الصويغ ومناهل الحمدان وعدد كبير من المهتمات، وذلك في مقر الغرفة بالدمام. ولفتت الصويغ إلى أن معظم الألعاب تتضمن العنف ما يؤدي إلى زيادة العنف في الفكر والمشاعر والسلوك وانخفاض سلوك التعاون الاجتماعي، مشيرة إلى أن الطبيعة التفاعلية للألعاب تزيد من التأثير السلبي حيث يُكافَأ الطفل على سلوكه العنيف، فالطفل يعيش افتراضياً حالة العنف من خلال القتل والركل والطعن والتصويب بالمسدس ورمي القنابل وغيرها، وهذا التكرار للسلوك والإثابة عليه يؤدي إلى نقل السلوك العنيف من العالم الافتراضي وممارسته في الواقع. وأوضحت اختصاصية العلاج النفسي أن الألعاب الإلكترونية تزيد من مشاعر التوتر لتعرض الطفل إلى مواقف تثير التوتر مثل وجود عدو يحاول قتل اللاعب، وتخفض من فترة الوقت الذي يقضيه الطفل في الأنشطة الأخرى مثل الواجبات المدرسية والقراءة والرياضة والتواصل مع الأهل والأصدقاء، وتسهم في عزلة الطفل اجتماعياً، بالإضافة إلى أن الألعاب الإلكترونية تعلم الطفل قيماً خاطئة مثل السلوك العنيف والانتقام وتكافئ الطفل على القيام بها بينما قيم التسامح والحوار والتفاوض غير مطروحة كحلول في هذه الألعاب. وأكدت الدكتورة الصويغ، أن للألعاب الإلكترونية إيجابيات، منها تدريب الدماغ على الدقة في الحركة واتخاذ القرار السريع لمتطلبات اللعبة، مشيرة إلى أن بعض الألعاب يتطلب نشاطاً جسمانياً، ويسهم في تطوير مهارات القراءة والرياضيات والتدريب على مهارات التحليل الكمي والحساب، كما أنها تستوجب المثابرة من خلال إعادة التدريب على المهارات المطلوبة للانتقال إلى مستويات أعلى. مبينة أن الألعاب الإلكترونية تنمي قدرة الطفل في التعامل مع التكنولوجيا، وأيضاً مهارات متابعة الإرشادات وحل المشكلات والتفكير المنطقي حيث يتدرب الدماغ على إيجاد حلول لمشكلة تواجهه في فترة قصيرة، بالإضافة إلى التدريب على تناسق العين وتطوير القدرات البصرية والمكانية. وعن كيفية التعامل مع استخدام الأطفال المفرط للألعاب الإلكترونية، أفادت الصويغ أنه من الأفضل تأخير اللعب بها للأطفال الصغار إلى ما بعد الخمس سنوات ومراقبة محتوى الألعاب، وتقنين وقت اللعب بتطبيق التوجيه التربوي الفاعل والتواصل الجيد من الأبناء والتشجيع والثبات في تطبيق القوانين، بالإضافة إلى الالتزام بعدم استخدام الألعاب والأجهزة الإلكترونية أكثر من ساعتين يومياً أي بمعدل 7 إلى 14 ساعة أسبوعياً، مشيرة إلى أعراض اضطراب الألعاب الإلكترونية حيث يصاب الطفل بالانهماك فيها أي تصبح الألعاب هي النشاط اليومي المهيمن عليه، كما أنه قد يواجه أعراضاً انسحابية غير محسوبة في حالة الحرمان منها، بالإضافة إلى المحاولات غير الناجحة في التحكم في النفس من ناحية التوقف عن اللعب والحاجة الملحة إلى العودة إليها وفقدان المتعة والاهتمام بالألعاب والأنشطة الأخرى.