أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس رفضه العودة إلى التفاوض مع إسرائيل «على النمط السابق» داعياً مجلس الأمن إلى تحديد «معايير ومبادئ الحل الدائم للنزاع». وقال عريقات «إن الذهاب إلى المفاوضات مع إسرائيل على النمط السابق انتهى لأنه أمر عبثي» عادَّاً أنه «من المستحيل العودة إلى النمط السابق» للتفاوض. ووضع عريقات شروطاً لأية مفاوضات قد تجري في المستقبل مع إسرائيل قائلاً «ندعو مجلس الأمن الدولي إلى اعتماد قرار يحدد فيه معايير ومبادئ الحل الدائم للنزاع والمتمثل في قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية وحل قضية اللاجئين، ووضع جدول زمني للانسحاب الإسرائيلي ووقف الاستيطان في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية أثناء المفاوضات لتنفيذ جدول زمني ينهي الاحتلال وبالتالي انسحابه من أراضي دولة فلسطينالمحتلة». ميدانياً، قتل ثلاثة فلسطينيين أمس بعد محاولات طعن إسرائيليين في القدسالشرقية والخليل جنوبالضفة الغربيةالمحتلة حيث تتواصل منذ أكثر من أسبوعين دوامة العنف التي دفعت المجتمع الدولي إلى الدعوة إلى الهدوء. وبهذه الهجمات شبه اليومية منذ الأول من أكتوبر، ليس هناك ما يشير إلى احتمال تراجع دوامة العنف ما يثير مخاوف من اندلاع انتفاضة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. ووقع الهجوم الأول في الخليل بالقرب من الجيب اليهودي في وسط المدينة حيث يعيش 600 إسرائيلي تحت حماية الجيش. وحاول فلسطيني أن يطعن بسكين مستوطناً إسرائيلياً. وقال الجيش إن الإسرائيلي أطلق النار على الفلسطيني دفاعاً عن النفس ولم يصب بأذى. وأكدت قوات الأمن الفلسطيني مقتل المهاجم موضحة أنه يدعى فضل القواسمي (18 عاماً). ويظهر في تسجيل فيديو صوَّره ناشطون محليون شابَّاً يضع قلنسوة يشهر مسدساً ثم تسمع طلقات نارية بينما يقترب الجنود الإسرائيليون ويبتعد الإسرائيلي عن جثمان الفلسطيني. وفي هجوم ثانٍ في الخليل وقع بعد ساعات، قُتِلت فلسطينية بعد محاولتها طعن جندية إسرائيلية في البلدة القديمة في المدينة. واندلعت صدامات بين الجنود الإسرائيليين والفلسطينيين في المدينة التي تشكل بؤرة كبيرة للتوتر بين الجانبين. ونقل مئات الفلسطينيين جثمان الفلسطيني إياد عواودة الذي هاجم الجمعة جندياً مدعياً أنه صحافي، قبل أن يقتل، إلى قريته دورا. وبررت والدته عمله بالقول إنه «كان يتابع الأخبار على التلفزيون باستمرار وانفجر غضباً عندما رأى هذه الفظائع». وبعد دقائق من الهجوم الأول، أعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان مقتل فلسطيني صباح أمس بعد محاولته طعن جندي إسرائيلي في حي أرمون هانتسيف في القدسالشرقية. وقالت الناطقة باسم الشرطة لوبا السمري إن المهاجم الفلسطيني الذي لم تكشف هويته حاول طعن جندي طلب منه إبراز هويته وقتله عسكريون آخرون في الموقع على الفور. وأوضحت أن الفلسطيني البالغ من العمر 16 عاماً يتحدر من قرية جبل المكبر المجاورة للقدس التي جاء منها معظم منفذي هجمات الأسابيع الأخيرة. وأسفرت دوامة العنف التي بدأت في الضفة الغربيةالمحتلة وامتدت إلى قطاع غزة عن سقوط 40 قتيلاً بينهم عدد كبير من المهاجمين ومئات الجرحى من الفلسطينيين، وسبعة قتلى وعشرات الجرحى الإسرائيليين. وأعمال العنف هذه تطول الضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية العربية المحتلة وقطاع غزة والمدن الفلسطينية. ويبدو أن شباناً فلسطينيين خارجين عن كل سيطرة سياسية يعبرون بهذه الهجمات عن غضبهم ضد الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي. والهجمات بين راشقي الحجارة والقوات الإسرائيلية يومية والهجمات المتبادلة بين الفلسطينيين والمستوطنين متواصلة وكذلك الهجمات بالسلاح الأبيض يومية.