واصل الاحتلال قمع الهبَّة ضدَّه، وقتل جنوده 4 متظاهرين، في وقتٍ خرجت مظاهرات حاشدة في 7 مدنٍ أردنية تنديداً بالانتهاكات في القدسوالضفة الغربية المحتلتين. وارتفع إلى 37 عدد شهداء الهبَّة الفلسطينية التي اندلعت أواخر الشهر الفائت وتخلَّلتها عمليات طعن وإطلاق نار فردية قتلت 7 إسرائيليين. واستُشهِد الشاب إيهاب حنني (19 عاماً) مساء أمس خلال مواجهات في بيت فوريك قرب نابلس في شمال الضفة الغربيةالمحتلة، وفق مصادر طبية. واستشهِد شابٌ آخر قرب مستوطنة كريات 4 القريبة من مدينة الخليل جنوب الضفة بعد طعنه جندياً إسرائيلياً، فيما قدمت سلطات الاحتلال رواية مفادها أن الشهيد انتحل صفة مصوِّر صحفي ما سمح له بالاقتراب من الجنود. واستُشهِد شابان شرق مدينة غزة في مواجهاتٍ قرب نقطة نحال عوز الإسرائيلية في منطقة الشجاعية. وتُوفِّيَ أمس شابٌ خامس متأثِّراً بجروحٍ أصيب بها قبل أسبوع خلال مواجهات قرب معبر بيت حانون (إيريز) في شمال القطاع. وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع، أشرف القدرة، بوفاة المواطن شوقي جمال جبر عبيد، (37 عاماً) من سكان مخيم جباليا، متأثراً بجروحه إثر إصابته برصاص قوات الاحتلال في مواجهات على حاجز بيت حانون الجمعة قبل الماضية. إلى ذلك؛ ندَّدت السلطة في رام الله والأمم المتحدة بإقدام غاضبين على إضرام النار في «قبر يوسف» الواقع في مدينة نابلس والمقدَّس لدى اليهود. وكانت مصادر أبلغت في وقتٍ سابق عن اقتحام عشرات الشبَّان موقع القبر وإضرامهم النار فيه مستخدمين زجاجات حارقة ومواد مشتعلة، ما أدى إلى احتراقه من الداخل بشكل كامل. وتمكنت فرق الإطفاء التابعة لبلدية نابلس تمكنت من السيطرة على النيران. ويتاخم الموقع مخيم بلاطة شرق المدينة؛ لذا فإنه يخضع لإدارة السلطة في رام الله. وندد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بالحادث، ونقل عنه مساعده للشؤون السياسية، تايي بروك زريهون، قوله «أدين بشدة هذا العمل المشين». كما ندَّد به رئيس السلطة، محمود عباس، واصفاً إياه ب «عمل مرفوض ومدان». ونقلت وكالة أنباء «وفا» عنه أمره ب «تشكيل لجنة تحقيق فورية فيما جرى»، طالباً البدء في إصلاح الأضرار. وكان عباس دعا قبل يومين إلى «مقاومة شعبية سلمية». ويشكل «مقام يوسف»، كما يُسمَّى فلسطينياً، بؤرة توترٍ مع منذ احتلال نابلس في عام 1967. ويؤكد الفلسطينيون أن الموقع، وهو أثرٌ مُسجَّلٌ لدى دائرة الأوقاف الإسلامية وكان مسجداً قبل الاحتلال، يضم قبر شيخٍ صالحٍ من بلدة بلاطة البلد، ويُدعَى يوسف دويكات. لكن اليهود يعتبرونه مقاماً مقدساً ويقولون إن عظام النبي يوسف بن يعقوب أُحضِرَت من مصر ودُفِنَت فيه. ويعتبر كثيرون هذه الرواية تزييفاً للحقائق هدفه السيطرة على المنطقة بذرائع دينية.وعادةً ما يزور المستوطنون الموقع تحت حراسة الجيش الإسرائيلي وبتنسيقٍ مع السلطة. وفي كل زيارة؛ تُغلَق المنطقة المحيطة فيما يصر الشبَّان الغاضبون على التظاهر. وشهد محيط القبر طوال السنوات السابقة صدامات دامية قُتِلَ فيها عدد كبير من الأشخاص؛ خصوصاً في عام 1996 عندما اشتبك الأمن الوطني الفلسطيني مع جنود الاحتلال وسقط آنذاك قتلى من الطرفين. وفي الأردن؛ خرجت مظاهرات شعبية حاشدة بعد صلاة الجمعة أمس تنديداً بالانتهاكات في المسجد الأقصى. ورفع المتظاهرون العلم الوطني الفلسطيني، وأدانوا استخدام السلطات الإسرائيلية الرصاص الحي والمطاطي لإخماد الاحتجاجات. وتجمَّع عددٌ من المتظاهرين أمام مقر سفارة تل أبيب في عمَّان، وأحرق بعضهم العلم الإسرائيلي. وطالب محتشدون في وسط عمَّان، في مسيرة انطلقت من أمام المسجد الحسيني، بإلغاء معاهدة السلام مع تل أبيب الموقَّعة عام 1994. وهتف هؤلاء «لا سفارة صهيونية على أرض أردنية» و«بالسكين والشبرية.. اطعن ابن اليهودية». ورفع آخرون لافتات كتبوا عليها «إلغاء معاهدة وادي عربة هو الرد» و»الأرض لنا والقدس لنا والله معنا». وشَهِدَت كلٌ من الزرقاء والمفرق (شمال وشرق عمَّان) وجرش والبقعة (شمال غرب) وإربد (شمال) والعقبة (جنوب) مظاهرات مماثلة. وكان عاهل الأردن، الملك عبدالله الثاني، حذر من أن أي «استفزاز» في القدس وخصوصاً في الأقصى «سيؤثر على العلاقة مع إسرائيل»، مؤكداً أن المملكة الهاشمية لن يكون أمامها خيار سوى التحرك.