بعد أن عشنا طويلاً في “أزهى العصور” عايزين نغير شوية ونشوف لنا عصور تانية متكونش مزهرة أوي كده، خاصة بعد أن شبعنا زهزهة إلى درجة الغثيان, خاصة وأن كل صناع تلك الزهزهة بطّلوا – بسبب ظروفهم الحالية – صناعتها من جديد إما لضيق ذات الحال, أو عدم إقبال الناس عليها بحثاً عن بضاعة أخرى يكون لها مردود حقيقي ولو بسيط بدلاً من المردود الوهمي الذي عشناه لعقود طويلة. ولعل الانصراف عن أزهى العصور يعود إلى أن المصريين “مش وش نعمة” وأنه “ليس لهم في الطيب نصيب” أو على البلاطة كده: “ناس وش فقر”، مع الاعتذار للسادة أصحاب “أزهى العصور” الذين حاولوا طويلاً النهوض بمستوانا لكن تقول إيه في الناس اللي خدت “ع الطبلية وقعاد القهاوي” بعيداً عن طقم الشوك والسكاكين على السفرة “مع فوطة صفرة, وفوطة حمرة” أو الجلوس للدردشة في ال”كوفي شوب” مع وجود الكثير من “الأندال” للخدمة وهي جمع “ندل”! وقد أدت كثرة شكاوى المصريين من طول “أزهى العصور” إلى اعتقاد شعوب أخرى بأننا فعلاً “نماردة”, ذلك أنه ليس هناك إنسان عاقل – فقير ومش لاقي ياكل – يرفض نعمة العيش في أزهى العصور إلا إذا كان عقله “مناخوليا” وعنده قصور شديد في الذكاء, وهو ما دفع بعض الشعوب الصديقة إلى اعتبار الشعب المصري – كل الشعب المصري – من ذوي الاحتياجات الخاصة, وأن الأولى بهم – سكنا – هو “السراية الصفرة” بالعباسية وهو ما يضع على الحكومة المصرية عبء إنشاء ملايين المساكن الجديدة – بس مش 63 متر – لاستيعاب 85 مليون مصري على أساس تفريغ كل المحافظات ليبقى كل المجانين معا لخلق حياة اجتماعية تخفف عن الجميع ثقل الحياة في المجمع الأصفر وبلاش حكاية السرايا الصفرة أحسن حد يزعل!