أعلنت تركيا تمسكها بإجراء الانتخابات التشريعية في موعدها، ونعَت اثنين من جنود جيشها قُتِلَا خلال اشتباكٍ مع متمردين أكراد شرق البلاد، في وقتٍ شدَّد حزب العمال الكردستاني على التزامه بوقفٍ لإطلاق النار من جانبٍ واحد. وأفادت هيئة الأركان العامة في الجيش بوقوع اشتباك مع متمردين في مقاطعة أرضروم (جنوب شرق) مع بدء عملية عسكرية فيها، ما أسفر عن مقتل اثنين من الجنود أمس متأثرَين بجراحهما بعد نقلهما جواً إلى أحد المستشفيات. وبالتزامن؛ استمرت الاضطرابات في مناطق تابعة لمحافظة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية (جنوب شرق) وسط تواصل حظر التجوال في منطقة سور لليوم الثالث على التوالي. وأطلقت الشرطة قنابل مسيلة للدموع لمنع متظاهرين من محاولة دخول سور، بحسب شهود عيان. في المقابل؛ أكد القيادي البارز في «العمال الكردستاني، مراد كارايلان، التزام الحزب بهدنةٍ أعلنها السبت الماضي من جانب واحد لتهيئة الأجواء أمام الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة مطلع نوفمبر المقبل. ونقلت وسائل إعلام عن كارايلان قوله في بثٍ إذاعي موجَّه لمقاتليه في تركيا وشمال العراق «نحن مُلزَمون بالحفاظ على وقف الأعمال القتالية دون شك». ويستثني حزبه من الهدنة الردَّ في حال التعرض إلى «هجمات خطيرة». وترفض حكومة أحمد داود أوغلو وقف إطلاق النار، وتعتبر ما أعلنه المتمردون مجرد مناورة. وفي أواخر يوليو الماضي؛ انهارت هدنة أُبرِمت بين الجانبين واستمرت عامين. إلى ذلك؛ أعلنت وزارة الداخلية إقالة شرطيين اثنين اتُهِمَا بسحل جثة متمرد كردي قُتِلَ في مواجهات في الجنوب الشرقي. وأفصحت الوزارة، في بيانٍ لها أمس، عن «ثبوت تورط الشرطيين في سحل جثة الإرهابي حجي لقمان بيرليك (24 عاماً) في شرناق» ليتمَّ إعفاؤهما من مهامهما. وأثارت واقعة سحل بيرليك في مطلع أكتوبر الجاري خلال عملية للقوات الخاصة في شرناق ردود فعل حكومية ومعارِضة مستنكِرة. وندَّد رئيس الوزراء داود أوغلو ب «هذا العمل المتعمد»، مؤكداً «تطبيق ما يلزم بمرتكبيه». ورأى في مقابلةٍ تليفزيونية أن «الممارسات المماثلة لا مكان لها في دولة قانون حتى لو تعلقت بإرهابي». في سياقٍ آخر؛ جدَّد رئيس الوزراء حديثه عن تورط محتمل لتنظيم «داعش» الإرهابي في تفجيرين هائلين وقعا في أنقرة صباح السبت الماضي وأسفرا عن مقتل 97 شخصاً معظمهم من الناشطين الأكراد واليساريين. وقال أوغلو، في مقابلةٍ مع قناة «إن تي في»، إنه «إذا نظرنا إلى الطريقة التي نُفِّذ بها هذا الهجوم، نعطي الأولوية للتحقيق حول داعش». وذكر أن «لدينا اسم شخصٍ يقودنا إلى منظمة» من دون تقديم تفاصيل حول التحقيقات الجارية. وأسفر التفجيران، في حصيلة حكومية غير نهائية، عن مقتل 97 شخصاً وإصابة 507 آخرين بينهم 65 في حالة خطرة. وفيما رجَّح أوغلو فرضية ضلوع متطرفين في الاعتداء؛ لم يستبعد بالكليَّة احتمال تورط متمردي حزب العمال الكردستاني أو الجبهة الثورية لتحرير الشعب، معتبراً أنهما «مشتبه بهما محتملان».