أعلنت تركيا مقتل 3 متشددين أكراد وإصابة 14 من جنودها خلال اشتباكٍ في إقليم فان جنوب شرق البلاد، في وقتٍ أظهر مسحٌ تشاؤم مواطنيها حيال الأوضاع الاقتصادية ومعارضتهم تدخل أنقرة عسكرياً في سوريا المجاورة. وأفاد الجيش التركي بمهاجمة 3 مسلحين أكراد ليل أمس الأول موقعاً لقوات الأمن في إقليم فان بسيارةٍ ملغومة قبل أن يُقتَلوا في معركةٍ لاحقةٍ أصيب خلالها 14 جنديا. ويشهد الإقليم أعمال عنف مستمرة منذ شهور عقب انهيار وقفٍ لإطلاق النار دام عامين ونصف العام بين حكومة أنقرة ومقاتلي حزب العمال الكردستاني. وأسفرت مواجهات ما بعد انهيار الهدنة عن مقتل المئات من عناصر الحزب المتمرد وأكثر من 120 من أفراد الجيش والشرطة. في الإطار ذاته؛ أبلغ حاكم إقليم ديار بكر القريب عن مقتل 4 أشخاص يُشتبَه أنهم من المتمردين الأكراد بعد مطاردة قوات الأمن لصوصاً ليل أمس الأول. ونسب بيان مكتب حاكم الإقليم إلى مجموعةٍ من اللصوص مهاجمة شاحنة مدرَّعة تابعة لبنك تديره الدولة في بلدة بيسميل والاستيلاء على 110 آلاف ليرة تركية (37 ألف دولار) وبندقيتين. وأوضح أن قوات الأمن التي أُرسِلَت لمطاردتهم اشتبكت مع متشددين مشتبَه فيهم وقتلت 4 منهم دون أن يذكُر ما إذا كان القتلى هم اللصوص.في سياقٍ متصل؛ ندَّدت الطبقة السياسية في البلاد بسحل شرطيين جثة متمرد كردي بعد معارك في مناطق الجنوب الشرقي. وقُتِلَ حجي لقمان بيرليك (24 عاماً) مساء الجمعة الماضية خلال عملية لقوات الشرطة الخاصة في شرناق، ثم سحلته سيارة للشرطة في شوارع المدينة الكردية التي تشهد معارك طاحنة منذ بضعة أسابيع. وأثارت صور الجثة المربوطة بحبل إلى سيارة الشرطة ردود فعلٍ مستنكِرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي عددٍ من الصحف. ووصف رئيس الوزراء المحافظ، أحمد داود أوغلو، بيرليك بأنه «إرهابي مسلح هاجم قوات الأمن بقاذفة صواريخ»، لكنه استدرك «ذلك لا يبرر في أي حال من الأحوال هذا التعامل معه». وأظهرت فيديوهات أخرى تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي عناصر من الشرطة وهم يوجِّهون الشتائم إلى الجثة، وسُمِعَ صوت أحدهم وهو يهنئ زميله. ودعا حزب الشعب الجمهوري، ثاني أكبر قوة نيابية تركية، إلى محاكمة عناصر الشرطة المسؤولين عن هذه الواقعة. وندد النائب عن الحزب، ليفين جوك، بهذه الطريقة في التعامل مع الموتى. وذكر حزب الشعوب الديمقراطي، الرابع في البرلمان، أن القتيل بيرليك هو صهر أحد النواب عن الحزب. في غضون ذلك؛ أظهر مسح جديد نُشِرَ أمس شعور الأتراك بالتشاؤم حيال اقتصاد البلاد وتشككهم إزاء الشركاء الدوليين ومعارضتهم التدخل العسكري في سوريا. لكن غالبيتهم مازالوا يحبذون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وفقاً للمسح الذي صدر عن صندوق مارشال الألماني. ووفقاً للصندوق؛ فإن 47% من الأتراك المُستطلَعة آراؤهم رأوا أن الاقتصاد تراجع في الأعوام الخمسة الماضية، بينما قال 39 % إنه تحسَّن. وتوقع 44% تراجع الاقتصاد بشكل أكبر، في حين توقع 28% تحسنه.