فيما تأكَّدت سيطرة القوات اليمنية الموالية للشرعية على مضيق باب المندب الاستراتيجي غرباً؛ كشفت حكومة خالد بحاح عن تخطيطها لاستعادة كامل الساحل المطلّ على البحر الأحمر «بما في ذلك مدينتي المخا والحديدة»، في وقتٍ اندلعت معارك في عددٍ من مناطق محافظة تعز. وأرجع ضابط رفيع في القوات الموالية للشرعية السيطرة تماماً على مضيق باب المندب الذي يمرّ منه قسم كبير من التجارة العالمية إلى دعمٍ أرضي وبحري وجوي من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية. وأبلغ العميد تركي أحمد، وهو أحد قادة الهجوم على المتمردين، وكالة الأنباء الفرنسية بأن «المضيق بات الآن تحت السيطرة الكاملة لقواتنا». وكانت القوات اليمنية ومجموعات المقاومة سيطرت أمس الأول على قريتي باب المندب وذباب غرباً إضافة إلى جزيرة ميون الواقعة بين خليج عدنوالبحر الأحمر، ما اعتُبِرَ تقدماً مهماً. ولفت العميد تركي أحمد إلى «تراجع الحوثيين وحلفائهم على الإثر إلى مدينة المخا» الساحلية على بعد 20 كيلومتراً إلى الشمال. واعتبر مصدر عسكري آخر هذا الهجوم ردّاً على تحركات القوات المتمردة نحو محافظة عدن و4 محافظات جنوبية أخرى استعادتها الحكومة سابقاً. وذكر المصدر أن عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد ومقر رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء، استُهدِفَت أمس الأول بصاروخ سكود سقط في ضواحيها الغربية. وكانت المحافظة تحررت في أواخر يوليو الماضي من سيطرة الحوثيين بعد دعمٍ لقوات الشرعية من قِبَل التحالف العربي. بدورها؛ أقرَّت جماعة الحوثي بهزيمتها في باب المندب، وذلك في إفادة بثتها وكالة الأنباء «سبأ» المستولَى عليها في صنعاء من قِبَل المتمردين. و»ستكون الخطوة المقبلة تحرير كامل الساحل الغربي المطل على البحر الأحمر»، بحسب المتحدث باسم الحكومة، راجح بادي. وشدد بادي، في تصريحاتٍ له أمس، على أهمية تحرير مدينتي الحديدة والمخا من سيطرة الميليشيات. وفي الغرب أيضاً؛ تحدَّثت مصادر في مدينة تعز عن مصرع 5 قياديين ميدانيين للمتمردين جرَّاء قصف مُقاتِلات التحالف العربي مواقع في غرب المدينة، فيما استسلم حوثيون في مديرية الوازعية بعد إحباط محاولة للتسلل نحو الجنوب. ونقل موقع «المشهد اليمني» عن المصادر قولها إن من بين القتلى ضابطين إيرانيين يشاركان في القتال إلى جانب قوات التمرد. وأورد الموقع معلوماتٍ تفيد بشن طيران التحالف غارة أمس الأول على منزل القيادي الحوثي، زيد الخرج، في منطقة بير باشا في تعز ما أسفر عن مصرع قياديين بارزين في صفوف المتمردين. وبالتزامن؛ أبلغ مصدر في المدينة عن سيطرة المقاومين على مقر البنك المركزي ومدرسة صلاح الدين المطلة على القصر الجمهوري وأحياء مجاورة لها. وفي مديرية الوازعية القريبة؛ أعلن مسلحون حوثيون استسلامهم وطلبوا الأمان من المقاومة الشعبية بعد قتالٍ عنيف، كما قالت مصادر قبلية. وأكدت المصادر تقديم المستسلمين عرضاً بالخروج من المديرية وسحب الآليات والقتلى مقابل تأمينهم. وتحظى الوازعية بأهمية بالغة كونها تُعدُّ طريقاً من المناطق الغربية إلى الجنوب، لذا حاولت قوات التمرد السيطرة عليها قبل يومين للنفاذ صوب عدن. وقدَّر مصدر عدد قتلى هذه القوات في المديرية بأكثر من 40 قتيلاً خلال اليومين الماضيين، لافتاً إلى محاولة 6 أطقم عسكرية التوسط لإخراج المسلحين المستسلمين.