أكد المتحدث الإعلامي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، عدم تسجيل أي محاولات إرهابية أو تخريبية في موسم الحج إطلاقاً، مشيرا إلى أن رجال الأمن يعون دورهم ويقومون به على أكمل وجه لمنع أي عمل من شأنه أن يستهدف حجاج بيت الله الحرام أو أي موقع في المملكة، تنفيذاً لتوجيهات ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، الذي شدد على أن المملكة لن تقبل أي تصرف أو عمل يُخرج الحج عن مساره الصحيح وفق ما أوجبه الله، وسيتم التعامل بأقصى درجات الحزم مع أي تصرف يخالف الأنظمة والتعليمات. وأوضح اللواء التركي في المؤتمر الأمني الثاني للجهات المشاركة في الحج في مقر الأمن العام بمنى أن حركة تصعيد الحجاج لمشعر منى بدأت منذ بعد صلاة العشاء ليلة أول أمس واستمرت حتى قبل ظهر أمس، وسارت وفق ترتيب محكم قامت عليه قوات الأمن العام، مؤكداً سلامة الحجاج في خطة التصعيد تمهيداً لتصعيدهم إلى مشعر عرفات فجر اليوم. مشيرا إلى أنه مازال هناك بعض الحجاج في مكةالمكرمة خاصة الذين يتوجهون مباشرة إلى عرفات، وسيستمر تصعيدهم على فترات مختلفة اليوم كل على حسب رغبته وعلى حسب الوقت الذي يرغب التحرك فيه للوصول إلى عرفات. وبيّن أن الكثافة البشرية في المسجد الحرام انخفضت كثيراً منذ صباح أمس، كذلك انخفض تدفق حركة السيارات إلى مكةالمكرمة عبر المداخل، وعده مؤشراً إيجابياً لمستوى الوعي الذي وصل إليه المواطنون والمقيمون في المملكة من حيث التزامهم بتعليمات الحج وحرصهم على عدم مخالفة التعليمات التي تقضي بحصول من يرغب في أداء فريضة الحج على تصريح، بخلاف ما كان ملاحظاً في سنوات ماضية من تدفق كبير للحجاج المخالفين إلى مكةالمكرمة خاصة في اليوم الثامن من ذي الحجة؛ إذ يعتقد كثير منهم أنه في هذا اليوم تكون الجهات الأمنية منشغلة بعمليات نقل الحجاج إلى المشاعر المقدسة، وبالتالي تتهيأ لهم الفرص للتسلل إلى مكةالمكرمة لأداء الفريضة. من جهته، أوضح وكيل وزارة الحج المتحدث الرسمي باسم الوزارة حاتم قاضي أن الحافلات المعدة لنقل الحجاج بلغت 20 ألف حافلة، بالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور في دخول الحافلات إلى مكةالمكرمة، وأخذ الحجاج من مساكنهم التي تبلغ أكثر من 5 آلاف مسكن إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية. وأفاد أن تحرك الحجاج إلى مشعر عرفات سيكون عبر ثلاث وسائل، إما بالقطار وإما بالنقل الترددي وإما بالنقل التقليدي، كما سيتم غداً مسح جميع مساكن حجاج بيت الله الحرام في مكةالمكرمة للتأكد من أن جميع الحجاج الذين قدموا للديار المقدسة تمكّنوا من الوقف في عرفات. من جانب آخر، أشار المتحدث باسم وزارة الصحة فيصل الزهراني إلى أن الوزارة جهّزت غرفة عمليات في مستشفى منى للطوارئ تعمل كمركز للإنذار المبكر عند وقوع الكوارث والأزمات، كما تم ربط غرفة العمليات ب 10 مستشفيات في المشاعر والعاصمة المقدسة عبر الإنترنت للتعرف على عدد الأسِرّة الشاغرة للطوارئ والعناية المركزة في هذه المستشفيات؛ حيث تهدف هذه الآلية إلى تسهيل توزيع الحالات المصابة إلى أقرب مستشفى، بالإضافة إلى مراقبة حركة سيارات الإسعاف عن طريق ال «جي بي إس». وأبان أنه يوجد تنسيق ميداني وطبي مع القطاعات الحكومية الأخرى كالهلال الأحمر والدفاع المدني، لافتاً إلى أنه تم تخصيص مناطق إيواء تصل سعتها إلى 10 آلاف شخص. من جانبه أشار مدير إدارة الإعلام والناطق الإعلامي للدفاع المدني في الحج العقيد عبدالله الحارثي، إلى تكثيف انتشار وحدات الدفاع المدني على جميع الطرق المؤدية لمشعر منى للحفاظ على سلامة الحجاج في جميع مراحل تصعيدهم للمشعر لقضاء يوم التروية، التي تم دعمها ب 12 فرقة بكامل تشكيلاتها البشرية والآلية، مع استمرار عمل فرق رصد شبكة الأنفاق في منطقة المعيصم طوال فترة تصعيد الحجاج لمنى، وكذلك في رحلة صعودهم لمشعر عرفة، ومتابعة أنظمة الإنارة والتهوية وسلامة مخارج الطوارئ بها، بالإضافة إلى استمرار الجولات المكثفة لفرق الإشراف الوقائي. وكشف عن وجود خطة تفصيلية لوقف التفويج في شبكة الأنفاق بالمشاعر يتم تنفيذها بالتنسيق مع الأمن العام ومرور العاصمة المقدسة في حال تجاوز الانبعاثات الكربونية الحدود المسموح بها، تتضمن نشر عدد من آليات التهوية والتطهير في مواقع قريبة من مداخل ومخارج الأنفاق. وأضاف رداً على سؤال حول قرارات وزارة الحج بإلزام مؤسسات الطوافة بتركيب مكيفات «فريون» بأحجام كبيرة في مخيمات الحجيج، أنه لا يوجد تعارض بين وزارة الحج والدفاع المدني في هذا الشأن شريطة التزام مؤسسات الطوافة بتعليمات السلامة الخاصة بالأحمال الكهربائية وسلامة التمديدات لتشغيل أنظمة التكييف في المخيمات. وأوضح أن جميع المخالفات التي تم رصدها في مشعر منى وعددها 10 مخالفات تم تصحيحها في حينه، فيما تم رفع مخالفة واحدة للجنة النظر في مخالفات السلامة لإصدار القرار المناسب. وحول وقوع بعض حوادث الحريق في منشآت إسكان الحجاج بالعاصمة المقدسة، أوضح العقيد الحارثي، أن إجمالي عدد حوادث الحريق التي تم الإبلاغ عنها، وباشرتها فرق الدفاع المدني لم يزد على حادثتين فقط، وهو ما يعني نجاح جهود متابعة اشتراطات السلامة في الوقاية من مخاطر الحريق، علماً بأن الحادثتين وقعتا نتيجة استخدام غلاية مياه وتوصيلة كهربائية في غرف الحجاج وليس في أي من مرافق الفنادق المصرح لها بإسكان الحجاج. وحول خطط الإيواء داخل المشاعر، قال: هناك خطة شاملة لإخلاء ما يزيد عن 60 ألف حاج في المشاعر المقدسة في حالات الطوارئ التي تتطلب ذلك، بما في ذلك مخاطر الأمطار والسيول إلى معسكرات الإيواء المجهزة بكل ما يلزم من خدمات الرعاية الصحية والإعاشة في منى وعرفة ومزدلفة بالعاصمة المقدسة، بالإضافة إلى إمكانية استخدام مرافق المنشآت الحكومية بالمشاعر والعاصمة المقدسة، وكذلك الفنادق والوحدات السكنية المفروشة وقصور الأفراح لتنفيذ خطط الإيواء متى كانت هناك حاجة لذلك. واستعرض قائد التوعية والإعلام في الأمن العام العقيد سامي الشويرخ جملة من الإحصاءات ذات العلاقة بمخالفي التعليمات والأنظمة سواء كانوا أفراداً أو مكاتب حملات الحج الوهمية، أو مركبات مارست نقل الحجاج غير النظاميين، وما يترتب على سائقيها أو الحجاج المتجاوزين لتعليمات الحج؛ حيث بلغ عدد المكاتب الوهمية التي تم ضبطها من خلال شرط مناطق المملكة 70 مكتبا، كما تم ضبط 358756 حاجاً مخالفاً، أما عدد المركبات المحجوزة والمعادة التي تنقل حجاجاً غير نظاميين فبلغ عددها 132767، كما بلغ عدد الذين تم التحفظ عليهم رهن تطبيق النظام 1636 ناقلاً.