جدَّد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مقابلة نشرت أمس التأكيد على أن الحل في سوريا يمر عبر تشكيل «حكومة وحدة وطنية» تضم أطرافاً من النظام والمعارضة، معتبراً في الوقت نفسه أن المطالبة برحيل الأسد كشرط مسبق لحل الأزمة ليس واقعياً. وقال فابيوس في مقابلة أجرتها معه عدة صحف أوروبية إنه «منعاً لانهيار النظام على غرار ما حصل في العراق، يجب الحفاظ على الجيش وعلى دعائم أخرى للدولة، يتطلب الأمر في آنٍ معاً عناصر من النظام وأعضاء من المعارضة ممن يرفضون الإرهاب». وقال الوزير الفرنسي رداً على سؤال، عما إذا كان مطلب رحيل الأسد هو شرط مسبق لبدء أي حل تفاوضي إن «أي مفاوضات سيكون مصيرها الفشل ( إذا قلنا مهما حصل فإن مستقبل سوريا هو بشار الأسد). ولكن أيضاً إذا طالبنا حتى قبل أن تبدأ المفاوضات بأن يقدم الأسد اعتذارات فنحن أيضاً لن نحرز أي تقدم». وفي معرض تعليقه على المقترح الروسي القاضي بتشكيل تحالف دولي واسع يشارك فيه نظام الأسد ضد تنظيم داعش، قال فابيوس إن «موسكو قالت إنها تريد تحالف حسن نيات. لم لا؟ ولكن كيف يمكن للنيات الحسنة أن تضم بشار الأسد؟»، مشدداً على أن باريس تُعد أن الرئيس السوري هو المسؤول الأول عن الفوضى الراهنة في بلاده وأن اعتباره مفتاح الحل هو مجرد «وهم». ورداً على سؤال عن الطلعات الاستطلاعية التي باشرت مقاتلات فرنسية القيام بها في الأجواء السورية تمهيداً لشن غارات محتملة على تنظيم داعش بعدما كانت باريس ترفض المشاركة في شن هكذا غارات خشية أن تصب في خانة تعزيز قوات الأسد، أكد فابيوس أن الموقف الفرنسي المستجد نابع من مبدأ «الدفاع المشروع عن النفس». وقال «لقد وردتنا معلومات دقيقة مفادها أن عناصر من داعش في سوريا يحضرون لشن اعتداءات ضد فرنسا ودول أخرى»، دون مزيد من الإيضاحات. وأضاف «إزاء هذا التهديد قررنا القيام بطلعات استطلاعية لكي يكون بإمكاننا أن نشن غارات إذا ما تطلب الأمر ذلك. هذا دفاع مشروع عن النفس. ليس هناك أي تناقض: لقد كيفنا موقفنا في مواجهة تهديد ثابت ومتعاظم».