أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية في الجزائر عمار بلاني أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون للمملكة المغربية، سعد الدين العثماني سيقوم بزيارة إلى الجزائر يومي 23 و24 يناير بدعوة من نظيره الجزائري مراد مدلسي. وقال بلاني في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية إن هذه الزيارة تندرج في إطار «الديناميكية البناءة التي التزم بها البلدان من خلال تبادل الزيارات الوزارية والتشاور من أجل تعزيز علاقات الأخوة والتعاون التي تربط الشعبين الشقيقين». وأضاف الناطق أنه إضافة إلى العلاقات الثنائية سيعكف الوزيران، الجزائري والمغربي على «بحث السبل والوسائل الكفيلة بإعادة دفع اتحاد المغرب العربي من خلال إعادة تنظيم بعض مؤسساته وآلياته من أجل تحقيق فعالية أكثر». وأشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إلى أن الوزيرين سيتطرقان أيضا إلى «القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك». كما سيلتقي الوزير المغربي بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وأشار بيان الخارجية المغربية أن هدف الزيارة هو «توطيد علاقات الأخوة والتعاون القائمة بين البلدين الجارين خدمة للمصالح المشتركة وتعميقا للحوار حول القضايا المرتبطة بمسلسل تطوير عمل وآليات اتحاد المغرب العربي من أجل الدفع به إلى ما يطمح إليه قادة وشعوب المنطقة». وسبق الزيارة التي تعد الأولى من نوعها للوزير في سياق التقارب بين العاصمتين منذ بضعة أشهر خاصة بعد اللقاء المهم الذي جمع وزيري خارجية الرباطوالجزائر على هامش قمة المجموعة العربية وتركيا الذي انعقد في الرباط مؤخراً. ومن جهتها كشفت الخارجية الجزائرية عن جدول تبادل زيارات بين وزراء البلدين في القريب العاجل، فضلا عن عقد قمة طارئة لوزراء خارجية الاتحاد المغاربي المقررة الشهر الداخل. كما تأتي هذه الزيارة وسط التغيرات الإقليمية التي عرفتها المنطقة من جهة سقوط نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وتهاوي نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا وصعود قوى إسلامية في كل من ليبيا وتونس والمغرب، حيث هنأت الجزائر حركة النهضة وحزب العدالة والتنمية على فوزهما بالانتخابات البرلمانية. وعلى نفس الصعيد تصل إلى الجزائر خلال أيام قليلة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون، ومن المعروف أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تستضيف مفاوضات السلام بين جبهة البوليساريو والحكومة المغربية بمدينة هيوستن، كما مارست الإدارة الأمريكية ضغوطا على العاصمتين الجزائروالرباط لدفعهما نحو التقارب وبناء المغرب العربي، وسبق هذه التحركات حركة دبلوماسية تمثلت في زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى تونس بمناسبة الذكرى الأولى لانتصار ثورة الشعب التونسي، في انتظار زيارة مماثلة للرئيس التونسي منصف المرزوقي، والتقى على هامشها بقادة كل من تونس وليبيا وموريتانيا وتعهد القادة المغاربة في كلمتهم في الاحتفال بدفع مسار بناء المغرب العربي. وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي (أ ف ب)