كشف تحليل حديث أنه بلغ إجمالي ودائع أكبر ثمانية مصارف أوروبية لدى البنوك المركزية نحو 816 مليار دولار، وفقاً لميزانيات 2011 والتي تم الإعلان عنها أمس الأول، مقارنة بنحو 543 مليار دولار عن نفس فترة المقارنة السابقة.وشملت تلك البنوك «دويتشه بنك الألماني و باركليز البريطاني وبنك سانتاندر الإسباني و بنك كريدي سويس السويسري وبنك بى إن بى باريبا أكبر المصارف العاملة فى فرنسا وبنك سوسيتيه جنرال الفرنسي وبنك يو بي إس السويسري و بنك بي.بي.في.ايه الإسباني.وأضاف التحليل أن هذه الاستراتيجية لها جانب سلبي، لأن قيام المصارف بإيداع الأموال في البنوك المركزية بدلاً من إقراضه للشركات والأفراد أو الحكومات، يسبب تفاقم موجة جفاف الإقراض، فضلاً عن أنه يدفع البنوك المركزية إلى جعل أسعار الفائدة على الودائع منخفضة بشدة، وهو ما يؤثر سلباً على أرباح المصارف.أوضحت صحيفة وول ستريت أن غالبية البنوك في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية وأماكن أخرى اتجهت لإيداع أموالها في المصارف المركزية على مدار العام الماضي، نتيجة الضغوط المتزايدة على النظام المالي الأوروبي، لضمان أن أموالهم آمنة.وقالت إن البنوك الفرنسية كانت الأكثر تضرراً من تلك السياسة حيث مثلت قيمة ودائع مصرف سوستيه جنرال نحو 44 مليار يورو، والتي تعادل 57.8 مليار دولار، ومثلت في بي إن بي باريبا نحو 77.5 مليار دولار، بارتفاع قدره 74٪، كما أن أكثر من نصف ودائع باريبا لدى الاحتياطي الفيدرالي، والباقي في البنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان المركزي والبنوك المركزية الأخرى.وقال الرئيس التنفيذي لبنك باريبا جان لوران بونافي « لقد واجهنا أزمة كبيرة في النصف الثاني من العام الماضي، وبالتالي كان رد الفعل لذلك زيادة الودائع في المصارف المركزية لنكون على الجانب الآمن».وأضاف المحلل المصرفي في لندن أندريه فلتري للصحيفة «أن قيمة الودائع التي أودعتها المصارف الأوروبية حالياً في البنوك المركزية هي الأكبر في ال 15 عاماً الماضية، حيث يطلب المنظمون من البنوك الحفاظ على السيولة، خوفاً من حدوث أزمات مفاجئة».وأشار الرئيس التنفيذي لدويتشه بنك الألماني جوزيف أكرمان «أن ودائع البنك تعد هي الأعلى من أي وقت مضى في تاريخ البنك حيث بلغت نحو 181.7 مليار دولار».أوضحت الصحيفة أن ودائع سانتاندر لدى البنوك المركزية بلغت نحو 129.5 مليار دولار بزيادة قدرها 58٪ منذ يونيو 2010، بينما بلغت في مصرف بي.بي.في.ايه نحو 41.4 مليار دولار بزيادة بلغت 55٪ عن العام السابق».وكشفت الصحيفة أنه من غير الواضح ما إذا كانت مستويات الودائع ستبقى مرتفعة في المستقبل المنظور، حيث قال بعض التنفيذيين في بنك بي.بي.في.ايه إنه من المحتمل أن تكون ظاهرة طويلة الأجل حتى تتكيف البنوك مع الظروف العالمية.