بينما كنتُ أنتظر دوري في أحد المستشفيات، لفت انتباهي طفلان صغيران لا يتعديان الرابعة من عمرهما، كانا يلعبان مع بعضهما بانسجام تام. قد يبدو منظراً مألوفاً كثيرين، إلا أن ما شد انتباهي أن أحدهما كان أسود البشرة والآخر أبيض البشرة ورغم ذلك كانت تتعالى ضحكاتهما دون أن يلقيا اكتراثاً لاختلاف اللون. حينها أيقنتُ أننا كبشر نولُد صفحات بيضاء نقية، نرى البشر بشتى اختلافاتهم من منظار واحد، مجبُولين على المحبة والتعايش. حتى إذا ما أصبحنا ناضجين انتكست الموازيين وغدونا نصدر الأحكام على بعضنا من خلال لون أو مذهب أو عرق! بل ونتساءل بعدها عن أسباب فشلنا في التعايش بسلام مع بعضنا! العنصرية صفة لم أجد مرادفا لها أبلغ من كلمة «منتنة» كما وصفها رسول الله عليه الصلاة والسلام. العنصرية تؤدي إلى الظلم والتفرقة بناءً على مقاييس واهنة غير عادلة! فهلّا مسحنا كل الألفاظ العرقية والعنصرية التي انتشرت بيننا وعدنا إلى فطرتنا؟ فإننا قد خُلقنا صفحات بيضاء!