قدم الفنان أيمن يسري في معرضه «أنا أي شيء وأنا كل شيء» في «جاليري أثر» في جدة معاني جديدة لمفهوم الهوية. والمعرض الذي افتتح بالتزامن مع معرض «يجب أن نتحاور»، هدف إلى زيادة الوعي الإقليمي والدولي بحركة الفنون المعاصرة التي تشهدها المملكة. والفنان أيمن يسري من أصل فلسطيني، ويحمل الجنسية الأردنية، ويعد عمله الجديد شخصياً أكثر منه سياسياً، ويوظف فيه فكرة متكررة وتناظرية لعَلم الدولة الذي يمثل حاجته لهوية وطنية، والطبيعة المتغيرة للانتماء والتبعية التي تنتاب الأفراد في البلدان والثقافات المختلفة. وباستخدام الفيديو والأعلام المصغرة والمرايا، والصور التجارية والوطنية، ليعرض رؤاه الخاصة لما يعتمل في قلب فنان يتصارع مع تعقيدات المكان والانتماء من رموز الفكر السياسي إلى مخلفات الحياة اليومية. وفي معرض تعليقه على تنظيم هذا المعرض، قال محمد حافظ، مؤسس «صالة أثر الفنية»: «فكرة العلم المتكرر في معرض أيمن «أنا أي شيء وأنا كل شيء» هي تجسيد مباشر للفنان نفسه، بل هي صورة أقرب ما تكون للذات. ويُظهر تطويره المستمر لهذا الرمز في رحلته الشخصية لاكتشاف الذات والبحث عن الهوية وعن العلم الوطني، حيث أن العلم، بالإضافة إلى إحساس الفنان بذاته، هي مسألة دائمة التغير، كقصة هزلية يحتاج المرء لقراءتها بتمعن كي يواكب فصولها وأحداثها». وقال الفنان حمزة صيرفي «إن أيمن تحرر، ولم يعد جسداً، بل هو روح وضمير، وهو أي شيء وكل شيء». ويتضمن معرض «أنا أي شيء وأنا كل شيء» أنموذجاً متكرراً لعلم على صفائح معدنية، تم تفكيكه ليظهر البراعة اليدوية في تجسيد رمزي لمفهوم الاستقلال. وتستفيد أعمال يسري الفنية من كثير من الأجسام والمواد المهملة التي يصادفها في حياته اليومية، كالعلب، وأوراق السجائر.