يستكشف معرض «أنا أي شيء وأنا كل شيء»، الذي تشهده صالة «أثر الفنية» في جدة، لفنان الوسائط المتعددة أيمن يسري مفهوم الهوية والبحث عن المعنى والهدف. العمل الجديد لأيمن يسري يوظف فيه فكرة متكررة وتناظرية لعَلم الدولة الذي يمثل حاجته لهوية وطنية، والطبيعة المتغيرة للانتماء، والتبعية التي تنتاب الأفراد في البلدان والثقافات المختلفة. وباستخدام الفيديو والأعلام المصغرة والمرايا، والصور التجارية والوطنية، يجسد يسري رؤاه الخاصة لما يعتمل في قلب فنان يتصارع مع تعقيدات المكان والانتماء، من رموز الفكر السياسي إلى مخلفات الحياة اليومية. وقال محمد حافظ، مؤسس «صالة أثر الفنية»: «إن فكرة العلم المتكرر في معرض أيمن أنا أي شيء وأنا كل شيء، هي تجسيد مباشر للفنان نفسه، بل هي صورة أقرب ما تكون للذات. ويُظهر تطوير يسري المستمر لهذا الرمز رحلته الشخصية لاكتشاف الذات والبحث عن الهوية وعن العلم الوطني، إذ إن العلم إضافة إلى إحساس الفنان بذاته هي مسألة دائمة التغير كقصة هزلية يحتاج المرء لقراءتها بتمعن كي يواكب فصولها وأحداثها». وأضاف حمزة صيرفي: «إن أيمن تحرر ولم يعد جسداً بل روحاً وضميراً وهو أي شيء وكل شيء». ويتضمن معرض «أنا أي شيء وأنا كل شيء» نموذجاً متكرراً لعلم على صفائح معدنية، تم تفكيكه ليظهر البراعة اليدوية في طي وعكف كل نموذج في تجسيد رمزي لمفهوم الاستقلال. وتستفيد أعمال يسري الفنية من الكثير من الأجسام والمواد المهملة التي يصادفها في حياته اليومية كالعلب، وأوراق السجائر، وصور المجلات، إذ يعمل على الاستفادة من هذه المواد لإظهار التباين بين الهوية الفردية والهوية الجمعية. وعند النظر للعمل ككل واحد، تُبرز القطع المستخدمة في «أنا أي شيء وأنا كل شيء» الحقيقة الشخصية كشكل منفصل عن الهوية الجمعية لأمة أو لشعب ما. وبعد عرضه في جدة سينتقل المعرض إلى دبي. وعقب معرضه الفردي الأول في لندن «غاليري سيلمى فيرياني» في يناير 2011، شارك أيمن في عدد من المعارض الدولية، بما في ذلك «مستقبل الوعد» في معرض بينالي البندقية 2011، و«شجاعة الخروج من دائرة المألوف» في «صالة أثر الفنية» وبعدها في صالة سلطان، و«الدولة» في مؤسسة ترافيك الفنية في دبي، و«ترجمة تلفزيونية» في صالة كوادرو في دبي، إضافة إلى عدد من المشاركات في معارض الفنون التشكيلية مثل أرت دبي، ومراكش أرت فير، وميناسا أرت فير، والسولو - بروجيكت، بازل في يونيو 2011.