دارت مواجهاتٌ بين الأمن اللبناني وعشرات المتظاهرين الذين احتشدوا في وسط بيروت صباح أمس احتجاجاً على ما سمُّوه فساد السياسيين، في حين عُقِدَت جلسة حوار ثانية في البرلمان للبحث في تجاوز شلل مؤسسات الدولة. ودعت مجموعة «طلعِت ريحتكم» إلى التجمع صباحاً في وسط العاصمة لغلق المداخل المؤدية إلى طاولة الحوار السياسي، واصفةً إياها ب «غير الشرعية وغير الدستورية». وتخلَّل التَجمُّع تَدافُعٌ بين القوى الأمنية والمتظاهرين الذين حاولوا رفع عوائق حديدية أغلقت الطريق المؤدي إلى مقر البرلمان. وردت القوى الأمنية باعتقال مجموعة من الشبان أصيب أحدهم في رأسه، بحسب مراسلة صحفية. ووفقاً ل «طلعت ريحتكم»؛ اعتقل الأمن 25 متظاهراً في المواجهات التي استمرت حوالي 3 ساعات. واعتبر العضو في الحملة، وديع الأسمر، أن «الحوار الذي يُعقَد اليوم (أمس) هو حوار ضد الشعب وليس معه، ليس إلا لتمرير صفقات السياسيين». واتهم الطبقة السياسية ب «محاولة استغباء الشعب»، مؤكداً انعدام الثقة فيها. وهتف المتظاهرون بسقوط الحكومة، ورفع أحدهم لافتة كتب عليها «حوار النفايات السياسية». وبدأت الحركة الاحتجاجية في لبنان قبل أسابيع على خلفية أزمة قمامة تكدَّست في الشوارع ولم تتمكن الحكومة بعد شهرين من حلِّها. ودعا الأسمر إلى «إيجاد حل مستدام لأزمة النفايات لا يتضمن إقامة مطامر»، منتقداً الخطة التي أقرتها الحكومة قبل أسبوع وتعتمد في مرحلتها الانتقالية على تشغيل وإنشاء مطامر. وبالتزامن؛ التأمت أمس طاولة الحوار الثانية التي دعا إليها رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، وضمت أبرز القادة السياسيين. وعُقِدت الجلسة الأولى في ال 9 من سبتمبر الجاري، وتزامنت مع تظاهرات احتجاجية. وبحث المجتمعون خلالها انتخاب رئيسٍ للجمهورية، المنصب الشاغر منذ سنة و4 أشهر، دون التوصل إلى نتيجة. وترافقت جلسة الحوار الثانية مع تدابير أمنية مشددة. وأُغلِقَت كافة الطرق المؤدية إلى البرلمان بحواجز معدنية وأسلاك حديدية.