توافدت مجموعات من اللبنانيين إلى وسط العاصمة مرة جديدة أمس للتظاهر ضد فساد الطبقة السياسية التي عقد أقطابها جلسة حوار تحت ضغط الشارع، بحثوا خلالها في انتخاب رئيس للجمهورية، المنصب الشاغر منذ سنة وأربعة أشهر، من دون الخروج بنتيجة فورية. وبدأت الحركة الاحتجاجية في لبنان على خلفية أزمة نفايات تكدست في الشوارع، ولم تتمكن الحكومة بعد شهرين من حلها، وتهاجم الحملة «فساد الطبقة السياسية» وعجزها عن التعامل مع مشكلات معيشية مزمنة. وأضيفت أزمة النفايات إلى أزمة سياسية ناجمة عن شغور موقع رئاسة الجمهورية وتوترات أمنية متقطعة على خلفية النزاع في سوريا المجاورة، ما أعطى مجلس النواب ذريعة لتجديد ولايته مرتين. وعقدت قيادات أبرز الكتل السياسية جلسة حوار ظهر أمس استمرت ثلاث ساعات ونصف ساعة بدعوة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مقر البرلمان بوسط بيروت. وانتهت الجلسة ببيان مقتضب تلاه الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر، وجاء فيه أن التركيز خلال الجلسة تم على «البند الأول (من جدول الأعمال) المتمثل بانتخاب رئيس للجمهورية والخطوات المطلوبة للوصول إلى هذا الأمر». وأضاف «حدد موعد الجلسة (المقبلة) للحوار ظهر الأربعاء المقبل»، أي قبل حوالي أسبوعين من الموعد ال 29 المحدد للنواب لانتخاب رئيس. وردت مجموعة «طلعت ريحتكم»، التي تقود الحراك المدني منذ أسابيع على الحوار في تعليق على صفحتها على «فيسبوك» جاء فيه «لو كان لدى أي منكم (المسؤولين) شعور بالمسؤولية، لما ارتضى أن يكون هناك تأجيل للاجتماعات قبل إيجاد حلول ورد على مطالب الناس». وترافق الحوار، الذي دعا إليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع تدابير أمنية مشددة. وتجمع عشرات المتظاهرين على الطريق البحرية المؤدية إلى مجلس النواب وعمدوا إلى رشق عدد من مواكب السياسيين المؤلفة من سيارات سوداء ذات زجاج داكن أثناء مرورها ذهاباً وإياباً، بالبيض. وكانوا يهتفون بشعارات منددة، وبينها «حرامي، حرامي»، و»ايه ويلا، نواب اطلعوا برا». في ساحة الشهداء البعيدة مئات الأمتار عن البرلمان، حمل متظاهرون آخرون إعلاماً لبنانية وهتفوا «صرخة صرخة ثورية، كل الوزرا حراميي»، و»ما بتنفع طاولة حوار، الشعب اللبناني منو حمار». ودعت منظمات المجتمع المدني والنقابات إلى تظاهرة مركزية حاشدة في وسط العاصمة «للرد على الحوار». ومن أبرز المشاركين في حوار أمس إلى جانب بري وسلام، رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ممثلاً لتيار المستقبل والزعيم المسيحي ميشال عون ورئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد والزعيم الدرزي وليد جنبلاط. ويقاطع حزب القوات اللبنانية جلسة الحوار لأنه «مضيعة للوقت»، بحسب قول رئيسه سمير جعجع قبل ايام.