جدَّد الرئيس اليمني المطالبة بتطبيق القرار الأممي رقم 2216 المُلزِم بانسحاب المتمردين من المدن التي اجتاحوها، في وقتٍ أعلنت البحرين تأييدها عملية برية للقضاء على النفوذ الإيراني في اليمن. وقَصَفَت مقاتلات تحالف «إعادة الأمل» صباح أمس مواقع للحوثيين في صنعاء، وأفادت مصادر باستهداف القصف قواعد عسكرية وتجمعات لقادة الجماعة المتمردة. وأبلغ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى بلاده، السفيرة بيتينا موشايت، بتمسُّكِه بتطبيق القرار 2216 الصادر عن مجلس الأمن «كونه يحقِّق تطلعات شعبنا إلى السلام والأمن والاستقرار». وندَّد بما يتعرض له مواطنوه من قتل وتنكيل وإبادة على يد ميليشيات عبدالملك الحوثي وعلي عبدالله صالح، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى المشاركة في إعادة الإعمار بعد عودة الشرعية. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن هادي تثمينه المواقف الأوروبية المؤكدة على الالتزام بوحدة اليمن. وأبدت السفيرة موشايت استعداد الاتحاد الأوروبي لمواصلة تقديم الدعم إلى اليمنيين، مشددةً على التزام الاتحاد بالاعتراف بشرعية الرئيس وحكومته. في سياقٍ متصل؛ توقَّع وزير النقل في الحكومة الشرعية، المهندس بدر باسلمة، عقد الطاقم الوزاري بكامل قوامه اجتماعاً في محافظة عدن«جنوب» الأسبوع المقبل. وشدَّد على اهتمام الحكومة بإعادة إعمار المنشآت العامة والخاصة، واصفاً الأمر ب «المهمة الأساسية والعاجلة». وأعلن باسلمة، خلال تصريحات صحفية أمس من مدينة عدن، تعليق العمل في مينائها البحري ومطارها الدولي «لحين حل التداخلات الأمنية وإنهاء المظاهر المسلحة فيهما». ميدانياً؛ تواصلت أمس المواجهات المسلحة بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني من جهة والمتمردين وقوات صالح من جهة ثانية في عددٍ من مناطق مدينة تعز «غرب». وتركز القتال الذي تجدَّد بين الطرفين مساء أمس الأول في مناطق الزنقل والبعرارة وشارع الأربعين ومحيط منزل لعلي عبدالله صالح ومبنى كلية الطب في منطقة الجحملية. وبالتزامن؛ أبلغ شهود عيان عن تعرض مخازن المؤسسة الاقتصادية في المدينة لعمليات نهب واسعة على يد مسلحين من جماعة الحوثي. ونقل موقع «المصدر أونلاين» اليمني عن الشهود قولهم إن محتوى المخازن نُقِلَ باتجاه صنعاء على مدى 3 أيام. ويتهم سكان في العاصمة وغيرها من المدن جماعة الحوثي بتجيير الخدمات الأساسية وبعض المساعدات الإنسانية المُرسلَة من الخارج لصالح قواتها بدعوى توجيهها إلى «المجهود الحربي». وسبق لمنظمات إنسانية أجنبية اتهام الجماعة باحتجاز مساعدات إغاثية والحيلولة دون وصولها إلى المدنيين. إلى ذلك؛ أيَّد وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، عملية برية تقضي على النفوذ الإيراني في اليمن. وشدد في حوارٍ مع صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية على أهمية أن «نكون حاضرين على الأرض لتطبيق قرار الأممالمتحدة رقم 2216 وإعادة السلطة الشرعية»، مشيراً إلى وجوب التأكد من القضاء بالكامل على النفوذ الإيراني ونفوذ حلفاء طهران الحوثيين. ويُلزِم القرار 2216 الصادر في منتصف إبريل الماضي المتمردين بسحب قواتهم من المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى سلطة الدولة. وردَّاً على سؤالٍ عن أمل الدول الغربية في استقرار إقليمي أكبر بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران؛ بدا وزير الخارجية البحريني مشككاً في ذلك. ورأى أن «هذا الاتفاق لن يؤمن الاستقرار لأنه لا يتناول سوى النووي»، وتابع «منذ توقيعه لم يتغير الدعم الإيراني للإرهاب، واكتشفنا مؤخراً أن المتفجرات التي قتلت أحد شرطيينا جاءت من إيران»، لافتاً إلى «تقاسم هذه المعلومات مع حلفائنا الأمريكيين والفرنسيين». وكان الوزير يشير بذلك إلى تورط طهران في عمليات إرهابية نُفِّذَت في قرى مجاورة لعاصمة بلاده المنامة. وعلى صعيدٍ مختلف؛ أبلغ مسؤولون محليون في جنوب غرب اليمن عن مقتل 4 أعضاء مفترضين في تنظيم القاعدة الإرهابي جرّاء هجوم ليلي شنته طائرة دون طيار أمريكية على الأرجح بالقرب من مدينة المكلا. ووفقاً للمصادر؛ كان القتلى الأربعة على متن آلية رباعية الدفع في منطقة الريان باتجاه المكلا التي يسيطر «القاعدة» عليها منذ مطلع إبريل الماضي. وتحدَّث مسؤول محلي عن «صاروخ أطلقته طائرة ليل الأربعاء ما أدى إلى احتراق سيارة على بعد 7 كيلومترات عن المدينة» التي تعد عاصمة محافظة حضرموت. ومنذ سنوات؛ تشن طائرات أمريكية دون طيار غارات تستهدف تنظيم القاعدة وقيادييه في اليمن، ونجحت هذه الغارات في قتل عدد كبير من القياديين المتطرفين. وكان وزير الخارجية أبلغ «لوفيغارو» بأن التنظيم يظل هدفاً لتحالف إعادة الأمل.