رصد تقرير حقوقي أعدَّه ناشطون يمنيون مقتل 3 آلاف و979 شخصاً منذ بدء الهجمات الحوثية الموسَّعة في عددٍ من مدن اليمن؛ في وقتٍ سقط العشرات في مدينة تعز بين قتيلٍ وجريحٍ جرّاء مواجهاتٍ وقصفٍ عشوائي بالمدفعية، بينما جدَّد الرئيس عبدربه منصور هادي مطالبته بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 الملزِم بإنهاء الانقلاب على الشرعية قبل الذهاب إلى حوار مع المتمردين في سويسرا. واتهم التقرير الحقوقي، الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أمس، الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح المتحالفة معهم بالتسبب في مقتل 3 آلاف و979 يمنياً منذ مارس الماضي وحتى منتصف مايو الجاري. ومن بين القتلى 571 طفلاً و249 امرأة ونحو 3159 رجلاً من مختلف الفئات العمرية. أما الجرحى فقدَّر التقرير عددهم بأكثر من 6887 جريحا بينهم 1106 أطفال و775 امرأة مع تسجيل 531 حالة حرجة، في حين قدَّر عدد النازحين ب 170 ألف أسرة «تركوا منازلهم بسبب الاشتباكات المسلحة والقصف الحوثي العشوائي والتهديد باقتحام أحياء ومداهمة منازل مواطنين، علاوةً على انعدام وسائل الحياة». وقدَّر الناشطون الذين أعدوا هذا الإحصاء عدد المنشآت والممتلكات المدنية ذات الطابع الخدمي التي طالها القصف الحوثي بنحو 931 منشأة ومرفقا خدميا في مختلف المحافظات. ولفتوا إلى «تدمير 23 محطة لتوليد الكهرباء، و6 محطات لتعبئة الغاز المنزلي، و41 محطة للوقود، و82 محطة وأبراجا ومراكز اتصالات، و192 منشأة تعليمية، منها 3 مدارس تم قصفها من قِبَل الميليشيات أثناء وجود الطلاب داخلها». علاوةً على ذلك؛ رصدوا تدمير 36 مسجداً في عمليات تفجير، وتعرُّض 62 مستشفى ومركزا ومرافق صحية لقصفٍ حوثي عشوائي، وكذا 5 موانئ بحرية تجارية حيوية و5 موانئ صيد، و33 مصنعاً تتبع القطاعين العام والخاص، و61 مخزناً للمواد الغذائية، و4 صوامع للغلال، و17 مزرعة للدواجن، و112 سوقاً شعبياً، و5 قنوات فضائية، و4 إذاعات محلية و5 مقار لصحف. كما نسبوا إلى الميليشيات العبث ب 5 مطارات مدنية منها مطار المكلا الذي شهد مواجهات مسلحة. أما المرافق الأمنية والعدلية المستهدفة فقُدِّرَت، وفقاً للتقرير، ب 9 مراكز دفاع مدني، 77 مرفقاً أمنياً، و23 مركزاً للمديريات، و5 مراكز لمحافظات، و7 محاكم، و4 نيابات و9 سجون. وعلى الصعيد الإغاثي؛ وصلت أمس إلى ميناء مدينة عدن شحنة مساعدات إنسانية قادمة من دولة الإمارات العربية بواقع 460 طناً. وكان الهلال الأحمر الإماراتي أوصل الأسبوع الماضي 1200 طن من المواد الغذائية إلى ميناء المدينة. كما استقبل الميناء ذاته الجمعة شحنة إماراتية من الديزل بوزن 400 طن. لكن منسق المساعدات في المدينة، علي البكري، تحدَّث عن حاجتها إلى 200 ألف حصة غذائية إضافية على الأقل لدعم النازحين. ميدانياً؛ أسفر قتال عنيف وقع أمس على مداخل عدن عن مقتل 6 مسلحين حوثيين و2 من المقاومة الشعبية. لكن قتالاً أعنف وقع في تعز (جنوب غرب)، وسقط خلاله عشرات القتلى والمصابين من الطرفين. وبالتزامن؛ نفذ المتمردون قصفاً مدفعياً استهدف عدداً من أحياء المدينة ومواقع قريبة من جبل جرة الذي يعد موقعاً استراتيجياً فيها، ما أسفر عن مقتل 10 مدنيين وإصابة 80 آخرين. وتحدَّث موقع «المشهد اليمني» عن «يومٍ دامٍ على التعزيين بسبب القصف العشوائي الحوثي»، واصفاً إيَّاه ب «الأعنف منذ أواخر مارس الماضي». وسبق القصف هجومٌ من قِبَل قوات (الحوثي – صالح) على مناطق الحوجلة ووادي عرش وجبل الوعش القريب من جبل جرة. و»بعد فشل أي محاولة للتقدُّم؛ لجأت الميليشيات لاستهداف الأحياء السكنية ومنازل المواطنين بشكل جنوني لم يسبق له مثيل»، بحسب «المشهد اليمني». ونسب الموقع إلى مصادر محلية قولها إن القذائف طالت إحدى مدارس النازحين في حي الميدان وقسم الولادة في مستشفى الثورة ومستشفى الدرن ومكتب الصحة «بعد فشل محاولات للتقدم إلى مواقع للمقاومة التعزية». وقالت المصادر إن المقاومين أفشلوا الهجوم وتقدموا في منطقتي الزنوج والمرور ودمروا دبابة قبل أن يتمكنوا من قتل 8 قناصين متمردين. إلا أن مصادر أخرى أفادت بسقوط 80 قتيلاً في صفوف المتمردين خلال هذه المعارك وجراء كمين نفذه مقاومون في منطقة البرح القريبة. وأشاروا إلى «ردِّ الانقلابيين بإطلاق أكثر من 500 قذيفة على الأحياء السكنية»، ما دفع ناشطين محليين إلى التحدث عن «بدء تنفيذ خطة إحراق تعز»، فيما أفيد بتفجير منزل مقاوِم في المدينة يقع في قرية الجبا قرب جبل صبر. ووفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية؛ أدت هذه الحملة الحوثية التي استُخدِمَت فيها الدبابات والمدفعية إلى «تدمير وإحراق مكتب الخطوط الجوية اليمنية وسوق عرفات التجاري، كما طالت مستشفى الثورة والجامعة اليمنية والمعهد الوطني للعلوم الإدارية في أحياء الروضة والثورة والضبوعة والشعب والإخوة، وكذا وادي القاضي وجبل جرة والمجمع القضائي». في غضون ذلك؛ تواصلت المعارك في محيط جبل يسوف الواقع في محافظة أبين (جنوب) بين المتمردين والمقاومة التي حاصرت الجبل من جهتيه الشرقية والغربية في محاولةٍ للسيطرة عليه. وذكر مصدر محلي أن المقاومة شنت أمس هجوماً على مواقع الحوثيين وقوات صالح في جبل يسوف. وفي محافظة لحج القريبة؛ خلَّف كمين نصبه مناهضون للتمرد 3 قتلى على الأقل في صفوف الحوثيين. ونُصِبَ الكمين في منطقة المسيمير؛ إذ استهدف مسلحون مركبة عسكرية تابعة للتمرد لدى مرورها عليها وأمطروها بوابل من الرصاص الحي. وسبق أن نُفِّذت هجمات مماثلة في المحافظة ذاتها. وفي الضالع؛ أفيد بمقتل عنصر من المقاومة وإصابة آخر خلال مواجهات مع قوات (الحوثي – صالح) المتمركزة في المحافظة الواقعة إلى الشمال من لحج. وأبلغ مصدر موقع «عدن الغد» أن المقاوِم بشير محمد صالح قُتِلَ خلال مواجهات اندلعت بالقرب من موقع العرشي في الضالع، في حين أصيب مقاوِم آخر يُدعَى عماد محمود خالد و»حالته خطرة». وتحدث المصدر ذاته عن هجمات شنتها اللجان الشعبية بالتزامن على تجمعاتٍ متمردة. وفي وسط البلاد؛ أعلنت المقاومة في مديرية أرحب الواقعة شمال صنعاء عن تقدمها ميدانياً. وأوضح مصدر في منطقة البكول التابعة لأرحب أن المقاومين سيطروا على نقطة تابعة للحوثيين في المنطقة بعد أن طردوهم منها وأحرقوا خيمة لهم كانت منصوبة في المكان. واعتبر موقع «مأرب برس» هذا الهجوم «رد فعل على محاولة الاغتيال الفاشلة التي نفذتها الميليشيات ضد الشيخ يحيى يحيى القيداسي بإطلاق النار عليه أثناء عودته لمنزله في قرية بني قيداس التابعة لأرحب مساء الجمعة الماضية». وفي محافظة البيضاء القريبة؛ شنت المقاومة المتمركزة في مدينة رداع عدة هجمات على مواقع عسكرية للمتمردين مستخدمةً قذائف هاون. وطالت الهجمات جبلي الخرقاء وهرموز ومنطقتي الحمة والمعادن. ومن بين قتلى الحوثيين في المحافظة القيادي في الجماعة أحمد العرامي، بحسب مصدر. شمالاً؛ اندلعت معارك عنيفة ظهر أمس بين المقاومة والمتمردين في منطقة الأجاشر الفاصلة بين محافظتي الجوف وصعدة (معقل جماعة الحوثي). وشرح مصدر في منطقة اليتمة التابعة للجوف أن المقاومين شنوا هجوماً كثيفاً على الأجاشر «باعتبارها آخر موقع تسيطر عليه قوات التمرد في المحافظة» علماً أنها انسحبت من موقعي الأبتر والحريرة القريبين قبل أيام. ووفقاً للمصدر؛ فإن هذا التقدم يشكل علامة تحوُّل في خط سير المعارك التي تركزت خلال الأشهر الماضية في وسط وجنوب البلاد بعيداً عن صعدة. وبالتزامن؛ وصل إلى أبوظبي أمس 31 يمنياً ممن أصيبوا «جراء الاعتداءات الإجرامية لميليشيات الحوثي وصالح»، بحسب وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية «وام». وأوردت «وام» أن المصابين سيخضعون للعلاج في المستشفيات، مضيفةً أن «20 آخرين وصلوا إلى أبوظبي بعد أن تقطعت بها السبل وتم تهجيرهم وتشريدهم جراء هدم منازلهم نتيجة الأعمال التخريبية». ووفقاً لها؛ أجلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالتنسيق مع القوات المسلحة 68 شخصاً من الجرحى وأبناء العائلات العالقة في اليمن «بتوجيهات من رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ومتابعة ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد». وسيتم توزيع الجرحى على المستشفيات الإماراتية لتلقي العلاج وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة. سياسياً؛ أبلغ الرئيس هادي المبعوث الأممي لحل الأزمة، الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن «الحوار هو مبتغانا ووسيلتنا التي بذلنا من أجلها كل الجهود التي سنستمر فيها من أجل تحقيق تطلعات شعبنا»، إلا أنه شدد على وجوب تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2216 الملزِم بانسحاب المتمردين من المدن التي احتلوها وإلقاء الأسلحة. ودعا هادي، خلال لقاءٍ جمعه بولد الشيخ أحمد أمس في الرياض، الأممالمتحدة إلى بذل مزيد من الجهود لتنفيذ القرار 2216 «باعتباره المرجعية الرئيسة الناظمة لعملية الانتقال السلمي» في بلاده، مبدياً دعمه لجهود الديبلوماسي الموريتاني. وفي حين شدَّد الرئيس على دعم معسكر الشرعية لجهود التوصُّل إلى نتائج تحول دون إراقة مزيدٍ من الدماء؛ تمسَّك بمخرجات الحوار الوطني الشامل ومؤتمر الرياض الأخير والقرارات الأممية والمبادرة الخليجية كأسس لأي حوار مقبل. ووصف مؤتمر الرياض بأنه كان نقطة تحول للمسار السياسي «كون المشاركين فيه من مختلف المكونات أجمعوا على تأييدهم المطلق للشرعية». ويأتي لقاء هادي وولد الشيخ أحمد قبل 4 أيام على بدء حوار يمني – يمني دعت الأممالمتحدة إلى عقده في جنيف على مدى 5 أيام، فيما تحفظت الشرعية على الذهاب إلى سويسرا قبل إخلاء المدن خصوصاً عدن وتعز وإعادة المعسكرات إلى قبضة الدولة. ولم يبدِ وزراء الخارجية الخليجيون والمسؤولون الأوروبيون الذين اجتمعوا أمس في الدوحة رفضاً لحوار جنيف، لكنهم تمسكوا بحل يقوم على تنفيذ القرار 2216 ويستند إلى المبادرة الخليجية (2011) ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي عُقِدَت جلساته في صنعاء خلال العامين الماضيين. وشدد المشاركون في الاجتماع ال 24 لمجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي؛ أهمية الالتزام الكامل بالحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه واحترام سيادته واستقلاله. وأشار بيانٌ، صدر عن لقائهم الذي استضافته قطر، إلى «الوقوف إلى جانب الشعب اليمني لتحقيق تطلعاته ومطالبه ودعم الشرعية واستكمال العملية السياسية».