باتت أقصى أمنيات الأديبات والمثقفات هو ذكرٌ طيبٌ بعد الموت، بعد أن يئسن طبعاً من أي تكريم، أو «حظوة»، أو رعاية في حياتهن الفانية. وبسبب التهميش المقصود، وغير المقصود لإبداعاتهن، وحضورهن في اللقاءات والمحافل الثقافية المحلية، فإنني أتقدم باقتراحي هذا وأرجو أن يحظى بالقبول والاهتمام، والله من وراء القصد: الطلب: تأسيس هيئة خاصة لرعاية الأديبات والمثقفات بعد الموت، النص «المقترح» للطلب: تشكَّل هيئة خاصة على مستوى عالٍ مهمتها رعاية وحماية وتشجيع الأديبات والمثقفات «المتوفيات» حصراً. أولاً: تحدد واجبات هذه الهيئة بما يلي: – توزيع الألقاب على المذكورات أعلاه مثل: الأديبة الكبيرة، المثقفة الراحلة، العالمة الجليلة، الشاعرة الفقيدة …الخ. – كتابة بيانات النعي للمذكورات أعلاه. – لا علاقة للهيئة بالأمور المتعلقة بحصول ذوي المذكورات أعلاه على الرواتب التقاعدية، أو التكريم المادي، أو تأمين السكن… الخ. – لا علاقة للهيئة بنشر الأعمال الكاملة، أو الناقصة، أو تنفيذ المشاريع المخطط لها، أو غير المكتملة للمشمولات بهذا القانون. – لا علاقة للهيئة بتحويل مساكن المذكورات إلى متاحف، أو تسمية الشوارع والساحات العامة بأسمائهن. ثانياً: – تتمتع المشمولة بخدمات هذه الهيئة بكافة الحقوق والامتيازات المذكورة أعلاه اعتباراً من اللحظة التي تغلق فيها عينيها إغلاقاً نهائياً لا رجعة فيه، وتتوقف فيها كل الفعاليات البيولوجية بالكامل «أي أنه لا يشمل حالات الموت السريري أو الغيبوبة التي لا شفاء منها أو أي حالات أخرى لا يشملها التعريف القانوني للموت». – يفضل لأغراض المفاضلة في التمتع بالخدمات والحقوق والامتيازات التي يوفرها هذا القانون أن يتَّسم الموت بطابع مؤثر، أو مثير لوسائل الإعلام. – على مَنْ ترى في نفسها أحقية التمتع بالخدمات التي توفرها هذه الهيئة أن تقدم طلباً خطياً مطبوعاً بنسختين مع الوثائق التالية: هوية الأحوال المدنية نسخة أصلية ولابد من حضور «المعرِّف» عند تقديم الطلب لأول مرة، ونسخة من الأعمال الكاملة للمثقفة. ثالثاً: أحكام تنظيمية عامة: تشكَّل لجنة عليا وتقوم بالمهمات التالية: – تسمية أعضاء الهيئة. – وضع وإقرار النظام الداخلي للجان المنبثقة عنها. – تحديد الرواتب والمخصصات والامتيازات والرواتب التقاعدية لأعضاء الهيئة. ورحم الله درويش حين قال «أريد أن أموت كي يمدحوني».