أثار التراجع الحاد لمؤشر سوق الأسهم السعودية أمس، هلع المتداولين، بعد خسائر المؤشر 549.5 نقطة بنسبة 6.86%، ليحقق أدنى مستوياته في 8 أشهرعند مستوى 7463.32 نقطة، في حين تهاوت أيضاً أسواق الأسهم الرئيسة في الشرق الأوسط وسط بيع كبير قال محللون إن أسبابه تعود إلى تراجع أسعار النفط والخسائر الحادة التي لحقت بالبورصات الأمريكية الجمعة الماضية، بينما حذّر تقرير لسي إن بي سي من دخول العالم في أزمة مالية جديدة، وردد محللون بأن دول الخليج الرئيسة المصدرة للنفط لديها احتياطات مالية ضخمة ستمكِّنها من حماية اقتصاداتها من أي آثار مدمرة لانخفاض سعر النفط، في الوقت الذي توقعت فيه وكالة فيتش أن تصل مستويات الاحتياطي مخصوم منه الديون إلى 54% من الناتج الكلي، على أن تنخفض هذه النسبة إلى 36%، في العام 2017م. من جهة أخرى؛ أكد رئيس مجلس الغرف السعودية رئيس الغرفة التجارية في الرياض الدكتور عبدالرحمن الزامل أن الاقتصاد السعودي قوي، وأن المملكة العربية السعودية تمتلك احتياطات تقدر ب 600 مليار دولار، وقال ل الشرق: إنه من الطبيعي أن يكون هناك هبوطاً وارتفاعاً في سوق الأسهم، وكذلك في أسعار النفط، مشدداً على أن اقتصاد السعودية قوي واحتياطاتها تحلم بها أغنى دول العالم، مستشهداً بدراسات الدول الأخرى المديونة مقارنة مع السعودية التي وفرت مبالغ كبيرة خلال السنوات الماضية، وفي المقابل نوَّه رئيس الأبحاث في شركة الاستثمار كابيتال مازن السديري بأن تقرير وكالة فيتش للتصنيف الائتماني للمملكة العربية السعودية إيجابياً، حيث أكد عبر قناة العربية أن التقرير إيجابي من ثلاثة محاور أولها فيما يتعلق بتوقع مستويات العجز في الميزانية للعام الجاري، حيث قدر العجز بنسبة 14.4%، على أن تهبط هذه المستويات خلال العامين المقبلين، وأن تقديريات العجز أقل بكثير من تقديرات التقرير الأخير لصندوق النقد الدولي حينما قدر مستويات العجز عند 19.5% من الناتج المحلي الإجمالي، مشيراً إلى أن تصنيف وكالة فيتش للبنوك في السعودية جاء قوياً وممتازاً، وأنها هي المحرك الأساسي لعجلة النمو، حيث تقوم بإقراض وتمويل الحكومة والقطاع الخاص. وحول أداء السوق السعودي قال السديري إن الانخفاضات المتواصلة للسوق جعلته أكثر رخصاً من ذي قبل، مطالباً في الوقت نفسه بمزيد من الشفافية حول خطط الإنفاق وخطة الحكومة خلال ال3 أو 4 سنوات المقبلة، بالإضافة للإفصاح عن الاستثمارات العامة في سوق الأسهم السعودية، في حين قال المحلل الاقتصادي الدكتور ناصر السعيد إن ما يشهده سوق الأسهم من تراجع كبير نسبيًّا، يُعد انعكاسًا واضحًا لمعاناة الاقتصاد العالمي، مؤكداً أن أسباب التراجع خارجية؛ فبطء الاقتصاد العالمي وتراجع وتيرته، بدأ يؤثر مباشرةً في اقتصاد دول الشرق الأوسط، ومن هنا رأينا موجة خسائر سيطرت على أسواق المال العربية، وكذلك الأسواق الخليجية التي تمر حاليًّا بمرحلة من الترنُّح. واستبعد السعيد أن يكون التراجع الحاد بفعل عمليات المضاربة، خاصةً بعد الإجراءات التي اتخذتها هيئة السوق، للحد من العمليات المضاربية، وتعزيز الاستثمار طويل المدى، وظهر ذلك في القوانين التي وضعتها قبل دخول الأجانب، مشيراً إلى تأثير تراجع أسعار النفط على أسواق المال في السعودية والخليج، بقوله: «تراجع أسعار البترول عالميًّا مستمر منذ يوليو من العام الماضي؛ حيث فقدت الأسعار نحو 60% من قيمتها، وها هو النفط يقترب من حاجز 40 دولارًا للبرميل؛ الأمر الذي يؤثر في اقتصادات كثير من الدول، وبخاصة الدول الخليجية المصدرة للنفط». ومضى متابعًا: «يضاف إلى ذلك حرب أسعار العملات، وتراجع سعر اليوان الصيني بنسبة أربكت حسابات كثير من الدول». من جهة أخرى تجاوزت التداولات في سوق الأسهم السعودية أمس 6.6 مليار ريال، تراجع خلالها أسهم 165 شركة معظمها على النسبة الدنيا، في حين ارتفع سهم شركة طوكيو مارين للتأمين بنسبة 1.36% في قيمته، بينما بلغ عدد الأسهم المتداولة أكثر من 299.6 مليون سهم توزعت على أكثر من 142.1 ألف صفقة في السوق. وجاءت أسهم شركات دار الأركان والبحري ومصرف الراجحي و مصرف الإنماء وسابك ومعادن الأكثر نشاطاً بالقيمة، فيما جاءت أسهم شركات الإنماء ودار الأركان وكيان و إعمار ومعادن وكيان وزين السعودية على رأس قائمة أكثر الأسهم نشاطاً بالكمية، وأغلقت كافة قطاعات السوق ال 15 على تراجعات حادة تصدرها قطاع التطوير العقاري الذي تراجع بنسبة 9.50% ثم قطاع التأمين بنسبة 9.36% وقطاع الاستثمار الصناعي بنسبة 9.07% وقطاع التشييد والبناء بنسبة 8.76%.كما تراجع قطاع النقل بنسبة 8.45% و الفنادق والسياحة 8.33%، وكذلك قطاع الصناعات البتروكيماوية بنسبة 7.94% و قطاع الزراعة بنسبة 7.51% و قطاع الاتصالات بنسبة 7.47% ثم شركات الاستثمار المتعدد بنسبة 7.31% وقطاع الإعلام والنشر بنسبة 6.77% والتجزئة بنسبة 6.45% وقطاع المصارف 5.28% وقطاع الأسمنت بنسبة 5.11% ، فيما كان قطاع الطاقة أقل القطاعات المتراجعة بنسبة 4.45%. وشهدت تداولات الأمس صفقة خاصة على سهم شركة سبكيم بواقع 200 ألف سهم بسعر 23.05 ريال بقيمة إجمالية 4.6 مليون ريال.