تناقض في الأقوال وتلاعب في الأوراق وإهمال الرئاسة تأمر بالتحقيق ومكتب الجوف يواصل التنقيب تدخل الاتحاد السعودي لكرة القدم في قضية مباراة الجوف الوهمية، التي أثارتها صحيفة “الشرق” الأسبوع الماضي حيث طلب من جميع الأطراف المعنية بالقضية بمنطقة الجوف والمتمثلة في: مكتب رعاية الشباب، نادي الانطلاق، نادي المسيرة، لجنة الحكام الفرعية، سرعة إرسال إفاداتهم. وبحسب ما نقلته مصادر خاصة ل “الشرق” فإن هناك تضاربا كبيرا حدث في الإفادات المقدمة من تلك الأطراف، ففي الوقت الذي نفى موظفو مكتب رعاية الشباب بالجوف علاقتهم بتقرير المباراة المزور، أكد طرفا المباراة “الانطلاق والمسيرة” أنهما حضرا للملعب ولكنهما لم يجدا أحد، لا الطرف الآخر في المباراة ولا الحكام. إلى ذلك أكد مرزوق الخنجر رئيس نادي “المسيرة” بالقريات أحد أطراف القضية ل “الشرق” أنه بالرجوع للمشرف على فريقه أفاد أنهم كانوا حاضرين بالملعب الذي كان من المقرر أن تقام عليه المباراة في الموعد المحدد، إلا أنهم لم يجدوا الطرف الآخر فريق “الانطلاق”، أو حكام المباراة وهو الأمر ذاته الذي أفاد به فريق “الانطلاق” خلال التحقيق الخاص بالقضية، في حين أكدت المصادر أن مجريات التحقيق التي تمت مع موظفي مكتب الجوف أفادت بأن الجميع نفوا علاقتهم بكتابة التقرير المزور، في حين أكدت لجنة الحكام بالمنطقة أنها لم تكلف أحدا من أعضائها لتحكيم المباراة المذكورة بعد علمها أنها لن تلعب. وعلمت “الشرق” أن مثير القضية هو شخص على خلاف مع مجلس إدارة أحد الناديين أطراف القضية، وقد هدف من ذلك الإطاحة برئيس المجلس وإدارته، بعد أن وجد تعاونا من سكرتير أحد أندية المنطقة “من جنسية عربية” مستغلا علاقته واختراقه مكتب رعاية الشباب بالجوف ليحصل على صورة من “اسكور شيد” ثم قام بتدوين أحداث المباراة من خياله ليتم تسريبها بعد ذلك لوسائل الإعلام. أمام ذلك استغرب مدير فرع هيئة الهلال الأحمر بمنطقة الجوف ممدوح الثلج إقحام إدارته في قضية التقرير المزور على الرغم أن المباراة وهمية ولم تقم أصلا، معتبرا أن ذلك دليل واضح على حالات التجني التي يتعرض لها الهلال الأحمر من قبل الجهات الأخرى من خلال “إقحامهم في قضايا ليس لهم علاقة بها”، ومؤكدا أن هذه القضية ليست جديدة عليهم وتكررت سابقا في مواقف متعددة. وتمنى الثلج “أن يكون التقرير مزورا حقا وليس صادرا من جهة رسمية لأن ذلك يعتبر أمرا خطيرا ويحتاج لمساءلة وعقوبة رادعة إن حدث”. وكانت “الشرق” تميزت الأسبوع الماضي بنشر القضية التي وجدت صدى كبيرا في الوسط الرياضي، والتقطت الرئاسة العامة لرعاية الشباب القفاز وأمرت بفتح تحقيق موسع فيها. وتتلخص فصول القضية في أن هناك من قام بإعداد تقرير عن مباراة بين فريقي الانطلاق والمسيرة التابعين لدوري منطقة الجوف “الدرجة الثالثة” مع أن المباراة لم تلعب أصلا، ومع ذلك جاء في التقرير “المزور” أن المباراة انتهت بفوز فريق المسيرة بهدفين دون مقابل، وشهدت حالات إنذار بكروت صفراء وتبديلات لاعبين من الفريقين، واختتم التقرير بملاحظة تنص على عدم وجود سيارات الهلال الأحمر. من جهته كشف رئيس مكتب رعاية الشباب بمنطقة الجوف إبراهيم الشاهر أنهم لم ينتهوا إلى الآن من التحقيق في القضية على الرغم من مرور أكثر من عشرة أيام على تلك الحادثة، مشيرا إلى أن تقرير المباراة “اسكور شيد” يتم تعبئته عادة من قبل لجنة الحكام وترفع صورة منه لمكتب الرئاسة بالمنطقة، فيما اعتبر رئيس لجنة الحكام بمنطقة الجوف سلطان العطية “أن اللجنة ليس لها علاقة بالتقرير المرفوع”، وقال: لم نرفع لمكتب الجوف أي تقرير يخص المباراة المذكورة، خاصة أن اللجنة ليست الجهة المختصة بتدوين تقرير المباريات، وأضاف “لجنة الحكام لم تكلف أحدا من أعضائها بتحكيم المباراة المذكورة”. ممدوح الثلج