لا ضيرَ إن كانت المظلةُ بِلا ظل، ولا ضير في أن نختار المظلّة على الظل، فَنحنُ بِحاجة إلى المظلة أكثرُ مِن الظل. حينَ يكون الجو مُمطراً وحين تنغمسُ الأرض بِغيوم المطر سنحتاج إلى المظلة ونستغني عن الظل، حين تكون الأرضُ مُبللة والسماء رطبة سنحتاج إلى المظلة لا الظل، حينَ يستمر المطر فِي الهطول لِساعات طويلة سنحتاج إلى المظلة لِلذهاب إلى أعمالنا واستقصاء حاجاتنا دون أن نتعطل! قد يفاجئنا الطقس بِرعدةٍ غير متوقعة، وقد يستمر هطول المطر عدّة أيام متواصلة لذلك لِتكن المظلة بيدك دوماً. الظروف متقلبة وحال الإنسان بين شدّة ورخاء، وهذا هو الأمر الطبيعي والفيسيولوجي للكون فالشمسّ بعد غروبها تشرق صباحاً والعكس، لكن الأمر غير الطبيعي هو الاستسلام لِلطقس والركون فِي المنزل لحين توقف المطر.. قد يتوقف المطر وقد لا يكون ذلك! قد تشرق الشمس سريعاً وقد يطول هذا الأمر فينهدر الوقت والعُمر في ضياع! يجبُ علينا أن نتعلم جميعاً فن التعامل مع الفصول الأربعة ونُتقن استخدام المظلة جيداً، فنتعلم كيف نسير رغم هطول زخات المطر ونصل لما نُريد رغم انخفاض درجة الحرارة، يجب أن نقف شامخين ونترك المطر ينهمر دون أن نتبلل أو نعدل عن طريقنا، يجب أن نعلم بأن سقوط ورق الخريف ليس إلا استعداداً لربيعٍ قادم، يجب أن نتمسك بالمّظلة ونتعلم كيف نتعايش مع المتغيرات غير المُحبّذة مِن حولنا وأن لا نتعلّق بِالظل.