تستغل أيادي الغدر والخراب من خلايا تنظيم داعش الإرهابي، لجوء المسلمين إلى بيوت الله، مولِّين وجوههم قِبل المسجد الحرام للتعبد وأداء صلواتهم فيها، لتستهدف الأبرياء بعمليات التفجير الإرهابية القبيحة والغاشمة، التي لا يقبلها أي دين، كما تتبرأ الإنسانية والكرامة منها، ضاربين -أولئك الظلمة- بحرمة بيوت الله عرض الحائط. وتعددت أماكن تلك الأحداث الإجرامية والمقصد واحد، حيث بدأت بثلاث عمليات شرق المملكة بدءاً بحادثة الدالوة في محافظة الأحساء، فمسجد القديح في محافظة القطيف، وتلاهما تفجير مسجد العنود في مدينة الدمام، قبل أن تنتقل عمليات الخونة من شرق المملكة إلى غربها، وتحديداً إلى عروس المصائف «محافظة الطائف»، وأخيراً في مسجد قوات الطوارئ الخاصة ب «منطقة عسير». وكان الهدف والمقصد من تلك العمليات هو الإخلال بأمن وأمان بلد التوحيد، وأرض الحرمين الشريفين، وليس هناك سوى ذلك، وحيلة أيادي «الدواعش» إتيان البيوت من ظهورها، وغدر المستأمنين في المساجد، حقداً وطغياناً بعد أن باءت جميع محاولاتهم التخريبية بالفشل. ومع تلك الأفعال المشينة، يؤكد أبناء هذه البلاد الغالية تمسكهم وإصرارهم وتلاحمهم وترابطهم واتحادهم، ووقوفهم يداً بيد وصفاً واحداً خلف القيادة الرشيدة؛ دفاعاً عن دينهم ووطنهم ضد العابثين والمخربين. ومن بعض المواقف التي تدل على ذلك: وقفة أبناء المملكة بمختلف مجالاتهم وفئاتهم العمرية مع إخوانهم المصابين، وذلك بتوافد القريب إلى مستشفيات عسير للتبرع بالدماء فداء للدين والوطن وللرجال المخلصين، وتجد البعيد يندد ويستنكر هذه الجريمة البشعة، داعياً الله أن يشفي المصابين وأن يغفر للشهداء، كما تواجه حملات الدواعش في وسائل الإعلام الاجتماعي والأحداث الأخيرة، بحكمة وعقلانية واتزان وحزم، فمجتمعنا اليوم بات أكثر وعياً، ولن يدع لأولئك المخربين طريقاً ومجالاً للتفرقة بين أفراده.