بعد فشل داعش في الأحساء بالعمل الإجرامي بحادثة الدالوة والهدف ضرب استقرار المملكة عن طريق زرع الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد محاولا استنساخ التجربة الإيرانية الصفوية التي نجحت في تفكك وحدة الشعب العراقي، أراد هذا التنظيم نقل التجربة إلى السعودية، إلا أن المفاجأة عكست التوقعات، بهذا التلاحم الوطني الذي فاجأ الدواعش أنفسهم قبل غيرهم، وهاهم الآن يعودون من جديد لمساعيهم وفي منطقة أخرى من بلادنا وهي بلدة القديح بمحافظة القطيف، تطبيقًا لفكرة غبية بأن تفجير مسجد للشيعة من قبل إرهابي محسوب على أهل السنة كما يعتقدون قد يحقق شيئًا من أهدافهم، غاب عن فكرهم أن المواطنين السعوديين الشيعة كما السنة يعلمون جيدًا أن كل الإرهابيين مهما كانت تنظيماتهم ليسوا سنة وليسوا شيعة بل وليسوا بمسلمين، وإنما اختاروا لهم دينًا جديدًا اعتنقوه ونفذوا أجندته وساروا على دربه، لا يعرفون حرمة دم المسلم ولا حرمة بيوت الله يستهدفون مصلين آمنين واقفين بين يدي الله. أصبحنا أكثر إطلاعاً بما يجري من حولنا فالحادث المؤلم الذي جرى في بلدة القديح، التي راح ضحيتها 21 سعودياً وجرح أكثر من مائة في عملية طائفية بشعة لا تستهدف الطائفة الشيعية فحسب بل تستهدف بالمقام الأول أمننا واستقرارنا. وفي تغريدة كتبها عبدالرحمن الخوفي حيث قال: (من حاول تهريب مادة RDX شديدة الانفجار عبر جسر الملك فهد من أسبوع يجعلنا ندرك أن انفجار مسجد القديح فتنة معدة مسبقاً) وهذا ما يلعب عليه الآن الطائفيون المحرضون يفرقون بين أبناء الوطن الواحد لتعم الفوضى في شتى أنحاء العالم العربي ويجدون مع الأسف من يطبل لهم من الجهلاء. إن محاصرة فكر الإرهابيين ومموليهم ومحرضيهم والمبررين لهم تحتاج لمعركة صارمة وواضحة لا تستثني أولئك الذين يدينون اليوم ثم يعودون للترويج للإرهابيين من تحت ستار هذه هي الحرب الحقيقية التي نحتاجها اليوم قبل غد، وأستشهد بحديث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمام القمة العربية الأخيرة، حيث قال «إن الواقع المؤلم الذي تعيشه عدد من بلداننا العربية، من إرهاب وصراعات داخلية وسفك للدماء، هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية، الذي تقوده قوى إقليمية أدت تدخلاتها السافرة في منطقتنا العربية إلى زعزعة الأمن والاستقرار».